أبحث عن موضوع

الأحد، 1 أكتوبر 2017

فخ العيون بكمائن المظهر / مقالة ...................... بقلم : لمى منير المقداد / سوريا

 حين استخلف الله الانسان في الارض لم يستودع الجمال في بنيان شكله ,بقدر ما استودعه في كمائن نفسه وذائقته, وحسه ,وحين انحرفت فطرته عن وتيرة الهدف سادت بشريته على انسانيته . منذ ان قتل قابيل اخاه هابيل طمعا بالزواج من شقيقته الاجمل ووقعت اكبر جريمة في تاريخ الانسانية ,بات التعاطي مع الجمال باسلوب غريزي اكثر من فطري ,ثم احيلت الذائقة الفنية الى مطامع شخصية ,تناقلتها الاجيال والشعوب كموروث ثقافي .استغلتها شركات الانتاج في عصرنا الحالي لتنهض بموازين اقتصادية وتساعدك ان تكوني امرأة بلاستيكية !! لن تستوي العيون الاندلسية التي غزت دواوين الشعر العربي و تكحلت بكحل الاثمد بما نشهده اليوم من ابر الحقن و(التاتو) التي لطالما احدثت تسمما بالدم , وشتان بين عيون عبلة وعيون زورو ! فمهما كانت الوردة الصناعية جميلة لن تبعث الحياة بما حولها ولن تنبض بعذوبة شمنا ,لاننا لو ادركنا ذائقتها الجمالية بحاسة البصر دون استشعار رائحتها بالشم او الاصغاء لحفيفها لتداركنا حقيقتها ,ثمة قيم جمالية نطمس هويتها حين نكتفي باحكام البصر دون اعمال البصيرة ,لو لم تكن الروح اثمن ما نملك لما اقتضت الحكمة الالهية من رفعها للسماء ودس اجسادنا بالتراب
لست( مريم نور) حتى يتهمني البعض باللا عصرية , لكنني لم اعد أرى نساء العالم سوى احجار نرد في سوق الانتاج , لم كلما اكتملت بنية اجسادنا انحدرت بنية افكارنا ؟
فالبنطال الساحل الذي اخرجت موضته السجون الامريكية عوضا عن الحزام لمنع حالات القتل بين السجناء اضحى موضة للمراة العصرية ! وبدلا من ان يتصدر المجلات العربية عن كيفية اصلاح البنطال الجينز باتت تدعو الى كيفية تمزيقه ؟ لم لا نبدأ بتمزيق جهلنا بدلا من ان نمزق قيمنا ,,جميع ما يرفضه الذوق الاخلاقي بات الذوق الاجتماعي يتقبله بحجة الموضة .وعقود التاتو التي كسحت رقابنا لم تستنبط الا من مواسم العزاء الفرنسية واخفاء كدمات الكسندر , والكدمة الحقيقية اننا نحمل الكثير من التمرد على انفسنا دون ان ندري ونرمي حمولة افكارنا في سفن الموضى دون ان ندري عاقبة الوصول الى اي ميناء ترسو !
بوركت البكتيريا المدعوة بحقن البوتكس, لانها حملت لاشكالنا الكثير من الجاذبية بنظر مجتمع ذكوري تهزمه رنة خلخال امراة .سحقااا للذوق الذي جعل من متابعي دمية بلاستيكية يعادل ثلاثة اضعاف وكالة انباء عربية!! ,شكرا لاولئك الذين اشتموا رائحة الانقياد في الذوق الاجتماعي!! فهذبوه وجعلوا من المرأة قارة يسافر بها العقل الانساني والحس السامي , وادركوا ان جينات الجوهر يصعب توريثها ك جينات المظهر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق