أبحث عن موضوع

الأربعاء، 23 أغسطس 2017

عَنْ المَوت ............. بقلم : خليل خدر // العراق







يكون الموتُ في أبشعِ صورةٍ
حين يختار زيتونةً او شنگال
او عندما يصيرُ عقلاً في دورةِ العقال
كل الأشياءِ تهرب وتختبئ
سوى أوراق شجرةٍ يراقِبها حَلْقُ مُسن
كل السوائل لا تخمد لهيب أمٍ
تنظر لوليدها وهو يعصر ثدَّييها بشغف
ينتظر قطرةَ حليب
أيُّ موتٍ ذليل هذا
يخضع لقانون العرب
أيُّ إلٓه لا نعبده هذا
يُسقِطُ علينا الغضبْ
في شنگال
تطايرت الرؤوس كسنابلٍ
تفترسها مناجل الحُصّاد
وصرخات النساء طالت كل البلاد
لا حياة هنا
هنا هلعٌ ، هرعٌ ، فزعٌ ، وجعٌ
هنا رصاص ، جرائم دون قصاص
وهنا الأسد ينوح والثعلب جلّاد
امرأةٌ تخبئ في ابطيها جنين عشقها
وأحمر شفاه عرسها و سريرها
وتسير بين الخرابِ وكأنه مشهد درامي
وجموع تخرج في مظاهرةٍ الى شوارع احلامِ مسؤول
انتفخت بطنه من شرب الدماء
فترد الجموعُ عوجاءَ ناقصة
يكون الموت بشعاً ايضاً
حين يكون على هيئة حزام مزركش
على خاصرة الأيزيدي
كيف يبتهج المتفرج
حين يُلِفُ الأحياء بأكفانٍ
توضع تحت اللهب والصقيع و بوجه الأعصار
وكيفَ تُقطَفُ السنونوات في ربيعها والأزهار
أكثر ما يحزنني
عدم شعور الأرض ببخلها
عندما تبتلع العشاق وتترك الحبيبات باردات الأحضان
في شتاء المخيمات
لا بأسَ أنْ نَسقُطَ مع الريح كأوراق الصفصاف
او قطرات الشتاء
لا بأسَ أنْ تُراقَ منّا يومياً الدماء
لسنا نشبهكم
فالبندقية التي نامتْ على صدرِ ابي انور
في قريةٍ غرَّبتْ حتى تكاد الشمس أنْ تَسقُطَ عليها
في الغروبِ
تفضح جبنَكم ايها الجبناء
والبشاعةُ ايضا في موتٍ يطوفُ
حول رقبةِ يتيمٍ حنَّ لحضن أبيه
ولا شيءَ من أبيه سوى العظام
فيا حسرة ليلٍ شتوي
و يا غبطة من يستطيع أن ينام
والفراش حضن الوالد
والرأس يتوسد الحنان
فيا لقسوة الموتِ
حين يفترس الأحلام

م/ -ابو انور : هو احد ابطال قريتي استشهد امام داعش في 3/8/2014
-شنگال مدينة من العراق


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق