أبحث عن موضوع

الأربعاء، 23 أغسطس 2017

نزف قنديل/ قصة قصيرة ................ بقلم : ناهد الغزالي/ تونس


اشتد حنينه لأرض الوطن، لم يستطع أن يقاوم أكثر. هاهو يلملم حقائبه مكفكفا دمعه بصمت...
دامت الرحلة ثلاث ساعات على متن الطائرة،
سبح فيها بخياله في ربوع الوطن...
هاهو في الشارع المؤدي إلى بيته...وقف طويلا والحيرة تعلو محياه:
-أين منزل العم مصطفى؟ أيعقل أني نسيت ملامح قريتي؟ حتي السنديانة العجوز غائبة...
خطا بضع خطوات، توقف قليلا، التفت يمنة و يسرة ونبض قلبه يتسارع...عله يلمح شيئا لم يتغير...
اختلطت ابتساماته بدموعه...وهو يتأمل باب بيته الحديدي الذي التهم بريقه الصدأ...
هم بطرق الباب، لكن سبقته بنتا صغيرة وفتحت من الداخل...رمقته بنظرات غريبة وفرت هاربة...
طرق طرقات متقطعة ثم دخل بلهفة...والهواجس تمزق أوتار قلبه...
-سمسمة، ياروحي، أنت هنا؟...
تناهى إلى سمعها صوتا غير غريب...أذنت له بالدخول...
امتزجت مشاعر الفرح والشوق، لم يكبح جماح دمعه..مرتميا في أحضانها، تارة يقبل جبينها وتارة أخرى يستنشق عطره...
-من أنت يا بني...؟ لقد ذكرتني بولدي سامر...(تتنهد بعمق)..
استغرب سامر من كلامها: أيعقل أني تغيرت كثيرا طيلة هذه العشر سنوات... يا أمي أنا سامر...
مدت يديها تتحسس وجهه...
طال شرحه لأسباب غيابه...واعدا إياها بإجراء عملية لاسترجاع بصرها...
-أمي كيف حال صديقي محمود، وعدني أن لا يتركك أبدا، لكن منذ دخولي السجن هناك انقطعت عني أخبار جميع الأهل والأصحاب...
-ايه يا بني...لم يتركني أبدا... ومنذ استشهاده صارت ابنته تزورني يوميا...
جثا على ركبتيه باكيا بأعلى صوت...
-مانفع كل المال الذي جمعته؟...لقد التهمت الغربة كل ألوان فرحتي...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق