أنا
خمسُ سنواتٍ في المخاضِ
لم تكتحلْ عيناي بفجرٍ
و لم يلدْ رحمي سنبلةً
برتقالي تطأهُ الثعالبُ
حقولي ترعاها الذئابُ
و في كرومي لاعنبَ أو زيتونَ يسدُّ الرَّمقَ
يضيقُ بي المكانُ
لاوسادةَ في الأَرْضِ تريحني
أو سريرَ إليهِ أخلدُ
النسيمُ الوثيرُ يحملني إليكَ
فأجدكَ تحدِّثني عن جبالِ الأزرقِ
و عن نورسةٍ تعشقُ الشطآنَ
عن بلقيسَ ونزارَ
كنعانَ وعشتارَ
أنا التي لا منزلَ ينقذها من وحشِ الشَّقاءِ
ولا مائدةَ تسعدُ أطفالها
و أنا على جوادِ الأثيرِ تلوحُ لي
خلجانُ المحارِ و الياقوتِ
و جزرُ الفيروزِ و المرمرِ
و حينَ أَمُدُّ يديَّ لأضمَّها
تهربُ الكنوز مني
و يلاحقني القدرُ
قُلْ لعينيَّ
كيف أضمُّ البحرَ في عينيكَ
وهوَ بعيدٌ عني؟
كيف أسبحُ في زرقتهِ
و هو مقامرٌ ؟
كيفَ ألقاه يوماً ؟
لا مراكب عندي ؟!
كيفَ أجمعُ مرجانهَ
و هو في الحقِّ مغامرْ ؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق