أبحث عن موضوع

الخميس، 11 فبراير 2016

ذات مخاض .................... بقلم : عدلي شما // فلسطين


ذاتَ مخاضٍ بشّٓرتْ بهِ نجومٌ عبرتْ سماءٓنا
والحزنُ قد حطتْ طيورهُ
فَوْقَ ضفائرِ المساءْ
ذاتَ مخاضٍ مؤلمٍ
مخضَّلٍ بالدمعِ والدماءْ
وذاتَ ليلةٍ حزينةْ
تجمعتْ جميعُ نسوةِ المدينةْ
حولَ سريرِ أمي
أمي التي كانتْ كريشةٍ
صفراءَ ترتعشْ
كانها سنديانةٌ
فاجأها الخريفْ
تبلَّلتْ حناجرُ النساءِ بالصراخِ والدعاءْ
كلٌ يصلي
على النبيْ
يا ربُ هبْ لنا الصبيْ
ابي الذي ما بكى يوماً في حياتهِ
كانَ مبعثراً وزائغَ العينين
امسكَ رأسهُ كبرتقالةٍ نازفةٍ
ارَّقها الصداعْ
كانَ كطفلٍ هائمٍ افزعهُ الرصاصْ
يبكي ويقرأ المعوذاتْ
وآيةَ الكرسيْ
وسورةَ الإخلاصْ
صمتٌ طويلٌ رنا
صمتٌ مخيفْ
كانما الخريفْ
قد حطَّ في غرفةِ أمي النائحةْ
لكنَّ صرخةَ العجوزِ تقطعهْ
ولدْ
ولدْ
وارتفعتْ عقيرةُ النساءِ بالغناءْ
غنى ابي أيضاً
يا فرحتي ولدْ
يا فرحتي ولدْ
لكنَّ بابَ بيتنا
اهتزَّ تحتَ قبضةِ البنادقْ
كتيبةٌ من الجنودِ دقوا بابَ بيتنا العتيقْ
على اكفهمْ جثا كفنْ
كانوا يزمجرونْ
ويصرخونَ يا أبا الولدْ
اخرجْ إلينا
هات الولدْ
هات الولدْ

 9-2-2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق