أبحث عن موضوع

الخميس، 11 فبراير 2016

معا للمتبقي من العمر( قصة قصيرة ) ................. بقلم : فاطمة الشيري // العراق


جلست في قاعة الانتظار، سألني شخص :هل وصل الطبيب؟ التفتت إليه
فالتقت العيون دون استئذان .عندها سمع صوت الممرضة تناديه
ليدخل غرفة الفحص . ثم خرج من الباب الثاني.
دخلت بعده لكن عقلي تركته يجول في أعماق عينيه ، قاس الطبيب ضغطي وأجرى باقي الفحوصات التي اعتدتها بعدها
تبعته الى مكتبه لأستمع إلى ما وصلت له حالتي ،
تنهد طويلا... أدركت ما وصلت له صحتي.
حاول أن يتدارك الوضع ...طمأنني ونصحني باتباع حميتي و عدم التعرض للانفعال في انتظار اجراء العملية.
خرجت من الفحص منزعجة .
عندها لمع شعاع أمل أضاء طريقي و بدد قلقي وحول مزاجي من الاستسلام إلى تحد لحالتي ففكرت ألا تضيع اللحظات المتبقية من العمر.
اتجهت نحو باب المصعد وقفت شاردة الدهن
فتح بابه. تفاجأت لما رأيته تراقصت جوارحي فرحا
قال: مرحبا سيدتي أضفت عائشة
تشرفت سيدتي و أنا سعيد. انتظرتك لأني رغبت في الاطمئنان عليك لأن الانزعاج كان باد عليك في القاعة
نعم كنت كذلك لكنني تركته في تلك العيادة.
دخلنا المصعد.و خرجنا منه وقد أمسك كل واحد منا بيد الآخر وانطلقنا مشيا لساعات و ساعات وقد أخرس الموقف لساننا عن الكلام و اكتفينا بلغة العيون. تابعنا السير الى أن شعرت بتسارع نبضي و العياء قد أنهكني ، لكن يد سعيد الممسكة بيدي الضاغطة على أناملي كانت تشحنني بمزيد من الطاقة لمواصلة المسير حتى لو كانت أنفاسي تقول غير ذلك .
جلسنا على كرسي مقابل للبحر الهائج .أمواجه ترتطم بالصخور بقوة فيتطاير رذاذها فينعشنا
كنت كلما استجمعت قوتي لأكلمه عن نفسي الا وغرقت في عينيه فأحلق كريشة في مهب الريح فيغمض عينيه لأظل سجينة للأبد...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق