رجلٌ أُمي لا يعرفُ مقاس الخطوات
يُعبأ الخيط في ابرةٍ رمدة
يكسرُ أضلعهُ ليرميها بالنار
متأملاً
ما بعد الرماد
الليلُ مكدسٌ بالعويل
موسيقى جنائزية
الخطيئةُ تلفُ فخذيها
بسروالٍ متسخ
الظلامُ ضيقٌ
الاجسادُ تلوذُُ بالاقبيةِ
مصابة بمرضِ الارتباك
أفواهٌ تتركُ صرخاتها بالهواءِ
بينَ الخوفِ والارتجاف
طيرٌ كسير الجناحين
يعيشُ بقفصٍ بثلاثةِ أضلاع
يكابدُ مرارة الاحتضار
من سخونةِ الليل
من أنطواءِ الظل
يسعلُ بعيونِ النوافذ
جائعٌ بفمٍ مهلك الصياح
يقتات على أغاني الفقراء
التي تحملها الريح
ينتظرُ الفراشات تحمل له حبة قمح
وهي تحتسي نزف المسافة
تشرقُ الشمس وتغرب بلا حواس
ويغيب الوقت بمشاكسةِ الاحلام
نهرٌ راكدٌ
مثل ثعبان يتلوى ملدوغا
ذاكرةٌ مجعدةٌ لاينفعُ معها مشط السنين ، تتهاوى كبنيانٍ آيل للسقوط
غبارٌ يصدرُ شتى الاصوات بالعتمةِ ، المكان هنا يتشكلُ على هئيةِ ندمِ عجوز متروكا لطراوةِ هستريا الكلام
بينَ ثلاثة أضلاع يسقي أشجان الحواس بالبكاء
لم يعد في الداخل أسرار ، ورطوبة الأجساد تنتهي إلى رائحةٍ لا تُطاق
اليأس حركات الجسد البطيئة ، والندم لم يكن يحتاجٌ لرعايةٍ مبالغ فيها
المسافة بينه وبينَ الخوف ، مثل ورقة خس يقرضها أرنب
الخسارة بئرٌ مغطى بإغماضة عين
قلبُ الظلام أحدبُ الأقبية بحرماناتٍ مذهولة
.................................
#
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق