أبحث عن موضوع

السبت، 13 فبراير 2016

لمحات الهوى .................. بقلم : احمد ابو ماجن // العراق


قَدْ عَرفتُ الله فِي عَينيكِ أنتِ
وَلهذا بَاتَ ديني
مُستفيضاً
مِن عَطاياكِ القديمة
وَتَرفعتُ وَلمْ أبقَ بِعَقدٍ
مِن عُقودِ الإحتباسِ المُنقضي
وَتَنزهتُ وَلمْ أهوى نجوماً
مِن نُجومِ العالمِ السُّفلي
وَلكن
كانتْ الدُّنيا تَغوصُ بالثَّراء
مِثلما البَحرِ الكبير
يَجعلُ النَّاسَ مُحبينَ لأمواجهِ حتَّى
يَركنوا في مَأمنٍ فوقَ شواطئه
بِساعاتٍ مثيرة
ثُمَّ لا يلبثُ الا ساعةً
ثُمَّ يَنهالُ عليهم بِعداء
هكذا تَبدو شكاياتُ العَطاء
حيثُ أنتِ
والسماواتُ على أكملِ وجهٍ
معلنات الانتماء
لِلجمال
لِلطافة
لِلغناء
كلُّما اعزفُ وَترَ الوَصل
تَبدينَ أمامي
مثل أوراقِ شُجيراتِ الخَريف
تَرقصين
منذُ أن ودعتي ذاك الغُصن
حتَّى تَقعين
تَأخذينَ الحُبَّ مِثلَ الخمرِ حدَّ الانتشاء
وَتَسوقينَ ظلاماتَ الخِيانة
مثلما الرَّاعي إذا سَاق قَطيعه
يَستوى عندَ انقلاباتِ الطَريق
وَيَقف
هكذا أنتِ وَلكن بيننا
ألفُ بُعدٍ مِثل طيرٍ
وَعلى الجُرح يَرف
إنَّ عينيكِ المغيراتِ بِدمعٍ
لمْ يطأها بؤبؤٌ فيهِ نُكوص
تَشبهُ الأوطانَ
أذ لاقتْ خياناتٍ عديدة
مِن نُفوسٍ طالما كانتْ عنيدة
تَشرأبُ النَّعثلاتِ كَفصوص
مَن يَخونُ وَطنه
سَيَموتُ بِخنوعٍ تَحتَ أقدامِ اللصوص
إنما عَيناكِ أنتِ
وَطني البَاقي بِأعماقي يَعيش
إنهُ طفلٌ تَربَّى بينَ حِجرٍ مِن وَفاء
فأذا يَظمأ مِن هذا الجَفاء
سَأسيلُ الدَمَ مِن مُهجةِ قلبي
كي يَزرهُ الأرتواء
وَيعيشُ
عِيشةَ الوَرد المُندَّى
بينَ بسماتِ الحُقول
وَعليه الودُّ يَسعى وَيَجول
وَيَزدهُ الرَّقصُ ارهاصاتِ
مِن وَقعِ الطُّبول
وَيُحلق
بينَ تلكَ السُّنبلات الذَّهيبة
كفراشاتٍ تَغنتْ بِالحياة
هكذا تَعنينَ أنتِ
يا نَسيمَ الأمنيات
قَدْ عَرفتُ الله فِي عينيكِ أنتِ
ثُمَّ آمنتُ بِذَلك
ليتكِ تَدرينَ ذَلك....


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق