أبحث عن موضوع

الجمعة، 15 يناير 2016

إنصات إلى صوت القلب...43 (خشوع الأمواج )............... بقلم : عباس باني المالكي // العارق



حيث تسجد الأمواج عند قدميها خوفا من بحر الظلمات ....
تكون أردية الطقوس متتالية ببياض خفة الموج الأتي من زمن الماء ...
كأنها سفر السفن الواقفة ، تنتظر أن يأتيها المد من جبين القمر، بعد أن يغتسل بكفيها ومن الماء المتبقي من وضوء المطر في عشق الزخرفة القادمة من مدن سومر ...
كي لا يسرقها الزمن من أعراس الصمت ،عند فصول االعشق في امتداد الحجراللامع من برج بابل ،والضوء الواقف في أرخبيل الهواء كأنها الزمن الأول في رحلة الحياة ...
تمسك بمنحنى الضوء المنتشر تحت قدميها كالمسير الى الجنة وقت الفجر ..
كالحضور من زمن الغياب في جلباب الوجود ...
السماء رفعت بغير أعمدة لكنها عمود الأرض الى الأرض ، فلن يطاولها الليل مهما أمتد...
تفرد جناحيها الى الأيمان عند سور الموج ، ليتهذب بالخشوع عند اصطدامه بناصية انتظار التأمل ، كأنها طقوس كهنة الأراجيح السابحة في ملكوت واسع الأكوان .
تنتظر الأمواج لتسمع صوت الريح ، كي ترى عمق روح الشجر المنتشر بين كفيها كأنها نبوءة الغابات ...
هي الدرب الوحيد ...
الذي يعرف دروب القمر، رغم قرب الخليج من لجة الليل الثقيل ..
تعيد دروب القمر الى هامتها ... كي لا يبقى غارقا في لجج الأمواج الذابلة من الأمان
و يبقى الخليج عاطلا إذا لم تمر به السفن ...
أو تتلقف الأسماك صوت الرعد ، حين تخدر الشواطئ بنحيب المدى ، الذي أغرق بغداد خارج فحولة التاريخ ...
تبقى الحسرة على مدن اصطادت الغيم بقبابها ، عندما غادرت المدن العربية نافورات الضوء ، كي لا يبقى نهر دجلة عاطلا عن السماء ...
تأتي بأوراق موجه ، لتتعلم صلاتها عند جدار الخشوع في مرافئ الخليج ، حيث هناك يهدأ ويعتمر طاقية البياض ويحن الى صمت ..
تؤدي الصلاة بدل أن تذبل أيامها في الماء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق