وبعدُ .. فلقد مرّ على الحادث عام ، أدركتُ ساعتَها أن المستشفى مكان مناسب للانتقام منه ، ثم إنه كان غائبا عن الوعي تماما بين الحياة والموت ، خشيت أن يكون مع من نُقلوا للمشرحة مباشرة .... شاهدته في سيارته قبيل الحادث ، مر بجانبي كالسهم يقطع المسافات أسرع من البرق ، :ـ ويلَه إنه (عماد) مُطـَلـّـقِي ، مازالت قيادته هوجاء .. ، ليلة ًرهيبة ًكانت ، كل تفاصيل الحادث جرت أمام عينيّ على الطريق السريع وأنا في طريقي للبيت عائدةً من عيادتي ، خرج القطار عن السكة واخترق صفوف السيارات وجرف كل شيء أمامه ، ترجلتُ عن سيارتي على بعد أمتار من المزلقان مندفعة ، ووجدتني أرى صورته في كل الوجوه ، لم أكن أفكر إلا في العثور عليه ، لم أعثر عليه ، لم تقع عيني على سيارته ، شعورغريب بمعرفة مصيره كان يخالجني ، :ـ هل سقطت السيارة في البحر ؟! ، أم تراه تجاوز المزلقان قبل انغلاقه ونجا ؟! ، انطلقتُ في إحدى سيارات الإسعاف إلى المستشفى ، وفي إحدى غرف استقبال الطوارئ وجدته ملقى على أحد الأسرّة بمفرده والدماء تخضب كل جسده ، اقتربت منه والذاكرة حبلى بذكرياتنا الجميلة ، قبل الزواج ، وسنــةٍ يتيمةٍ خُتمتْ بطلاق ، كنت أظن أن تركيزي على العمل ليلا ونهارا مشاركة ًفي بناء مستقبلنا ، لم أشُكّ للحظة في تقصيري ، حتى طعنَني وطعن كل أيامنا الجميلة بخيانة مع امرأة يعمل زوجها بالخارج كانت تتردد على عيادته ، علمت ، وفاجأتهما متلبسين بالزنا ، وتعلمون ! ، ليس للزوجة قانونيا حقُّ الدفاع عن شرفها ، أما في المستشفى كنا بمفردنا ، كان يمكنني فعل أي شيء دون أن يحاسبني أحد ، كان قد مر عام تقريبا على انفصالنا ، وتتنازع في قلبي بسبب خيانته عقدة بالذنب مع صفعته المؤلمة لإخلاصي ، ورأيت الفرصة مواتية للانتقام ، الجميع منشغلون ، الطوارئ كلها كانت تعج بالمصابين ، لم يكن ليشعر أحد إذا نفّذْت ما انتويته ... وبعدُ .. حقيقة ً لا أدري ـ حتى الآن ـ سبب إنقاذي له ، أهو شرف المهنة ؟! ، أم شيء آخر بقي كامنا في قلبي نحوه ، وجعلني لا أتردد في العودة إليه ، بعد تعافيه ؟! ، نعم .. جاءني مستغفرا .. عفوت وأنا لا أنزه نفسي عن الخطأ ! .. تمتــــــــــ
أبحث عن موضوع
الأحد، 6 ديسمبر 2015
مَهَـــامّ مَنْسِيَّـــة (قصة قصيرة ) .............. بقلم : محمد شعبان // مصر
وبعدُ .. فلقد مرّ على الحادث عام ، أدركتُ ساعتَها أن المستشفى مكان مناسب للانتقام منه ، ثم إنه كان غائبا عن الوعي تماما بين الحياة والموت ، خشيت أن يكون مع من نُقلوا للمشرحة مباشرة .... شاهدته في سيارته قبيل الحادث ، مر بجانبي كالسهم يقطع المسافات أسرع من البرق ، :ـ ويلَه إنه (عماد) مُطـَلـّـقِي ، مازالت قيادته هوجاء .. ، ليلة ًرهيبة ًكانت ، كل تفاصيل الحادث جرت أمام عينيّ على الطريق السريع وأنا في طريقي للبيت عائدةً من عيادتي ، خرج القطار عن السكة واخترق صفوف السيارات وجرف كل شيء أمامه ، ترجلتُ عن سيارتي على بعد أمتار من المزلقان مندفعة ، ووجدتني أرى صورته في كل الوجوه ، لم أكن أفكر إلا في العثور عليه ، لم أعثر عليه ، لم تقع عيني على سيارته ، شعورغريب بمعرفة مصيره كان يخالجني ، :ـ هل سقطت السيارة في البحر ؟! ، أم تراه تجاوز المزلقان قبل انغلاقه ونجا ؟! ، انطلقتُ في إحدى سيارات الإسعاف إلى المستشفى ، وفي إحدى غرف استقبال الطوارئ وجدته ملقى على أحد الأسرّة بمفرده والدماء تخضب كل جسده ، اقتربت منه والذاكرة حبلى بذكرياتنا الجميلة ، قبل الزواج ، وسنــةٍ يتيمةٍ خُتمتْ بطلاق ، كنت أظن أن تركيزي على العمل ليلا ونهارا مشاركة ًفي بناء مستقبلنا ، لم أشُكّ للحظة في تقصيري ، حتى طعنَني وطعن كل أيامنا الجميلة بخيانة مع امرأة يعمل زوجها بالخارج كانت تتردد على عيادته ، علمت ، وفاجأتهما متلبسين بالزنا ، وتعلمون ! ، ليس للزوجة قانونيا حقُّ الدفاع عن شرفها ، أما في المستشفى كنا بمفردنا ، كان يمكنني فعل أي شيء دون أن يحاسبني أحد ، كان قد مر عام تقريبا على انفصالنا ، وتتنازع في قلبي بسبب خيانته عقدة بالذنب مع صفعته المؤلمة لإخلاصي ، ورأيت الفرصة مواتية للانتقام ، الجميع منشغلون ، الطوارئ كلها كانت تعج بالمصابين ، لم يكن ليشعر أحد إذا نفّذْت ما انتويته ... وبعدُ .. حقيقة ً لا أدري ـ حتى الآن ـ سبب إنقاذي له ، أهو شرف المهنة ؟! ، أم شيء آخر بقي كامنا في قلبي نحوه ، وجعلني لا أتردد في العودة إليه ، بعد تعافيه ؟! ، نعم .. جاءني مستغفرا .. عفوت وأنا لا أنزه نفسي عن الخطأ ! .. تمتــــــــــ
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق