عقلي الذي يجلسُ الآن القُرْفُصَاءَ
في رأسي
يشاكسني جدا
ويفكرُ كثيراً ، كثيراً جداً
حتى انني في معظم الأحايين
اغمضُ عينيّ
في محاولةٍ مني للتخلصِ من تَبِعَاتِ هرطقاتِهِ
لكن يبدو ان لا مناص الا في الإذعانِ إليهِ
ومُجَاراةِ هلوساتِهِ اليومية
فهو لا يَدَّخِرُ وُسْعَاً في إغاظتي
بشتى الوسائلِ والسُبُل
مرةً يهرولُ في داخلِ رأسي
فأشعرُ برغبةٍ مُلِحّةٍ للقَيْءِ
او حتى للبكاءِ
وأخرى يوهمني
انه يمكنني الدخولَ الى الجنةِ
بما تيسرَ من مُؤَنٍ
فأتعلقُ بهِ حدَّ الهَوَس
في إحدى تلكَ المرات شدّ على ظهري جناحينِ كبيرينِ
وَرَبَتَ عليهِمَا بقوةٍ
فطِرْتُ عالياً جدا
ومن هناك رأيتُ ما لم أرَهُ من قبْلُ
رأيتُ قطاراتٍ تتسعُ للجميعِ
ومارةً يهرولون باتجاهاتٍ مختلفةٍ
وطغاةً يتشبثون بمقاعدَ مرزومةٍ
ونساءً فائضات عن الحاجةِ
ورأيتُ رحيلاً شاسعاً
نعم رحيلا يَسْتَقِلُّ جسداً آدمياً
ويحفرُ نفقاً عميقاً في السماءِ
ويمضي
وحرباً ضروساً اخرى
تتجولُ في ازقةِ الفقراء
تصرخُ عالياً
كأنها آلهةٌ قديمةٌ
تحملُ نِبالا على ظهْرِهَا
وتصوّبُ في ظهورِ الجنودِ الفارينَ من القتال
قلتُ لِعقلي هذا :
اهدأْ
كفاكَ
ايها القَلِقُ كفاكَ
فلم يعدْ بي طاقةٌ على التحليقِ
اهبطْ بي
هنا
واتركْنِي اشذبُ اشرعتي
في جسد اللغةِ
واتمددُ فوق مغاليقِ الخيال
فما يهمني فعلاً
هو انْ ازحفَ خارجَ كينونتي
وادوّنُ قصيدتي الاخيرةَ
ومن ثمَّ ...
اموتْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق