أبحث عن موضوع

السبت، 12 ديسمبر 2015

بعد كل قصيدة ...................... بقلم : عابد االعراقي // العراق




مر نيسان الحصاد وترهلت وأنحنت سنابل الشوق بصفرة الشحوب ٠٠ في كل نسمة تفتح قليلا من الجفن المطبق على العيون ألا ترى الحقيقة ولحد تلك اللحظات مناجل الكتابة تحوم كالنسر لا يشتهي إلا الطازج من الأحداث وأما البالي لها ثعالب متخصصة تجرها الى مغارة النسيان وترميها وهي رميم تكاد لا يحركها حتى الموت٠٠ صاحت الأقلام وقال الأسود منهم ذات مساء قبل الأزرق والأحمر ألا تتوب من هذا الهراء ؟ وقال الأزرق أني تعبت من نعومة الورق الأملس لا ينفع القول ألا يفزعه الهم المكتوب فالسكون أنتابت كل حالته حتى المجرور منها ٠٠أما المنصوب كالمرفوع لا يحرك ساكناً مما يقرأون ٠٠ أما الأحمر قال ألا تذكر كم مرة أكدت بخطوط تحت الأسطر لعلهم يرشدون ولا يوعوون ٠٠ فخاب ظن المداد كذلك لأن ما في القلب ليس كما في الأنامل والأجفان وما يسطرون ٠٠
لذا قررت الأقلام وحاملها مايلي :-
بعد كل قصيدة 
أكتب نهاية السطر
والكلمة الإخيرة 
ملئوها النقاط
في دواوين الوجد
وكثر الكلام 
يفضح أسرار الكنوز
أرثته من سابع جدٍ لأبي٠٠
+++
بعد كل قصيدة
سأخيط لنوافذي ستائراً
تحجب مرور طيفك المارد
وأنا وسريري
في زوايا حجرتي
سلوى الحنين خلفه الفرار٠٠
+++
بعد كل قصيدة
أتمرن٠٠ أهرول
حول خطوط الملاعب
تفوز طفولتي
مازالت تتعاطى منشطات الذهن
اقتفي صفارة الحكام
وجمهوري على مقاعد الصمت
يشجع الخاسر٠٠
+++
بعد كل قصيدة
سفن أهوال الأحوال
تمخر عباب البحار
نحو الذات
بين أنحناءات الموج
لحظة السكون
يودع عطش الرمال
على أي حال
شراع الهواجس 
يغدو قلقاً مع الريح
مجهول الإتجاه٠٠
+++
بعد كل قصيدة
إحاول الأنتحار
بحبل العزلة
مصلوب على صليب الفشل
والمنفذ الشرعي
( محاية ) الأيام
والكفن علم بلادي
مطروحاً على جمر التراب
وأورى الثرى شهيداً
عائل المفردات
غريب لا يعرف اللهجات٠٠
+++
بعد كل قصيدة 
هلال رمضان تدلى
على أكتاف المساء 
ومشط الصيف محبب 
يصفف جدائل الهيام
والشتاء معذور
ما خلفه أغصان الخريف
من تساقط الشوق 
ممدود الآن 
على طاولة الشعراء٠٠
+++
بعد كل قصيدة
أبحث في أسواق المربد
عن قميص وقطعة حلوى
لأحفادي 
لوحة وشيء من الألوان
تخط طيراً
تائه من سرب الأقوال
يعاين ٠٠ ليكتب
عن أجواء الجفاف 
أصاب قصب الأهوار
وأنتعش أرنب الفرار٠٠
+++
بعد كل قصيدة 
أحاول أنقذ نفسي
من الغرق 
في بئر الأغتيال
واسحب بصنارة المناجاة
أجزاءً من آشلائي 
تناثر في الأعماق
فوق طحالب الرياء
ودوي التوبة 
في تجاويف المحار
أمام القس
البراءة من الصدق والواقع
في زمن يدور
عكس عقارب الساعة٠٠
+++
بعد كل قصيدة
على مرايا النقد
أرى تقاسيم وجهي المتعب
أبلل شفتي
بندى الشفاء
ولكل داء أمل
يغور بأعماق اللغات
وحشرجة الأصوات
سيصفق الأخرس
بنهاية القصيدة 
ويسدل الستار
+++



 ١١-١٢-٢٠١٥

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق