بعد ان اخرج الشمس
عن دائرته
خسر زقزقة العصافير
في تباشير الصباح
على مائدة الندى
واستسلم طوعا
الى نعيق الغربان
في خرائب المياه الاسنة
لذا فكر مليا ان يترجل عن جسده
ويتركه نهبا للامراض المزمنة
وبعد ان تصاعدت فيه نافورة الحنين
لتتطاير نثارا من الذكريات
على قارعة الطرقات
عري الذاكرة سيغلف اسمال الشوارع
هو طفق مسرعا
باحثا عن صبابته
التي اجلتها الحروب في زمن الصبا
الحروب التي ملأت رئته
بالتراب ..
الحروب التي احالت ساحات وحدائق الانتظار
الى مراب للسيارات لتسوقه للموت
هو يبحث عن صبابته التي اجلها الحصار
وان كان حاصر التخمة بالجوع
حين قضم الخبز يابسا
كي لاينفذ الطحين
الان هو في رحاب حدائق وازقة الصبا
التي الت الى عمارات ومقرات للاحزاب
كيف يسدد فاتورة صباه الى صبابته
رجع بخفي حنين
باحثا عن جسده الذي خلعه
وجده مضرجا بشظايا الانفجار الاخير
وتنكر اليه حلمه
وتلقفه المتاهات درسا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق