أرمي لعنتي على كل الصباحات التي جاءتني دونها ...
لن تهرم روحي وهي بطفولة انتظارها عند مدى أخاط سمعه عن كل الذي يأتي منها إلى ضلوعي ..
فلم يعد هناك حلم في ذاكرة الأماكن المعطوبة السفر ، إلى قوس قزح حين تطهر الشمس من حرائقها قبل أن يصاب الفضاء بالعمياء ......
وتصير ذكراها أرجوحة الضوء من عصور التنجيم ..
فلم يعد يتناسل صوتنا عبر الفضاء ليزرع النجوم الغافية في حضن قمر عينيها..
لم يعد همسنا تسمعه الملائكة عندما تضجر من تراتيل الفردوس ..
فلم نعد نحن إلا أرقام موزعة على القارات دون شوق المطر إلى الغيم ...
الشوارع لم تعد لنا ونحن امتهنا الفضاء كالعنوان الأخير من النقاء في عالم يزدحم بسنين العجاف بالأتي من تلاقينا ...
أتمرد على عروق روحي قبل أن تتعثر بالأماكن التي صارت مزارات عيوني قبل أن تسرق ألوان حلمنا الأيام القادمة من وادي النسيان ....
قد قتلت أخر توجسات الروح في عمر الشجر حين كانت تحدثني عن مزاراتها في تنفس المدن التي تستطيب رغبة التحليق إلى سقوف لم تعد تمتلك ألوان النهار ..
كانت توزع ضوء الشموع على نوافذ ،أفرغت هواء الحنين إلا بالرغبة المكبوتة بالانتشاء الساقط من جرف سطوح الرمل الأخير من زمن القيامة..
تمر دون عناوين الروح ، لأنها تبحث عن بندول الوقت في ساحة الظل الذي يكبر دون مرور النهار ..
قد أخذ المساء كل عناوينها ..
كانت توزعها دون حروف ...
سرها أنها تصطاد اللعنة من البحر، مع أن في كفي عذوبة كل مياه الأنهار التي تسقي روحها من بياض الثلج عند جبال تعصم الشمس من حرق حنين المدن .....
تعلمت منها كيف أنظر إلى الشمس من خلال غربال المساء ، الذي جاء دون حلم النجوم في امتداد الخيام إلى نوق زرعت الصحراء على سنامها وغادرت إلى خيال الفصول أن الربيع سيأتي، مع ذرات عطش الغيم إلى سماء تكنز روح الماء .....
لم أعد أترقب نجمة المساء التي كانت تذكرني بامتداد أقدامنا على صهوة الشوارع المزدهرة بربيع أنفاسنا ونحن نرمي القمر بضحكتنا الأزلية ..
لم أتذكر المساء الأخير من تشابك أيدينا فوق الطرق المؤدية ، إلى معبد الصباح عندما تأتي النوارس وهي محملة بألق الضوء .. لم أعد ...فقد أفترق الحلم عن مدننا ....
وغابت الأشجار في وحشة الطرق المبنية من الرماد ...
لم أعد ...لم أعد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق