لا يمكن للطبيب الأخصائي أن ينتظر لإبلاغ نوال بحالتها الصحية فقال:
-نحن كأطباء ليس باستطاعتنا فعل شيء فالسرطان تمكّن من جسدكِ وهو في مراحل متقدمة لديك ...
-سأدفع ما تطلبون من الأموال
-ماذا تقولين أية أموال؟
-أريد حياتي بأي ثمن
-على أية حال، أمامك شهور ولك الخيار كيف ستقضّينها.
تركت نوال مستشفى النجاة الأهلي وطوال الطريق اختمرت في رأسها فكرة أن تهب جميع املاكها لمن تحب من الناس وهو حبيبها كمال بيعاً في دوائر التسجيل العقاري، ففعلت.
أحد المساءات جاء كمال وبرفقتهِ امرأة جميلة ليقدّمها لنوال على انّها خطيبتهُ وسيتزوجان قريباً ليعيشا في هذه الفلّة الكبيرة.
طلبت نوال من كمال أن يمهلها ساعة ٍلحزم حاجياتها الخاصةٍ. مدت يدها إلى أحد الإدراج لتخرج منه مسدساً اشتراه لها كمال يوماً ودرّبها على كيفية استعماله خوف بقائها لوحدها ليلاً.
صارت نوال تبطئ في خطواتها قاصدة مغادرة منزلها وذكرياتها غير أنها توقفت لثواني معدوداتٍ حين أصابت قلب كمال ثلاث اطلاقات من مسدسها والمرأة الجميلة تصيح بصوت عالٍ:
- أصبحت الأملاك لي فإنا ورثتهَ.
أثبتت التقارير الجنائية والطبية بعدم اهليّتها وأنها امرأة مجنونة لتقضي خمسة عشر عاماً في مستشفى الشفاء للأمراض النفسية. لتخرج منها بعد حين دون أن ينتظرها أحد وهي لا تشكو من السرطان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق