أبحث عن موضوع

الخميس، 10 سبتمبر 2015

الرحيلُ على صهوةِ الليل ................... بقلم : سلام جعفر // العراق




إرحلْ...
فقد أدمعتَ عينَ الإنتظارْ...
إرحلْ...
ودعْ بغدادَ في محض احتضارْ
إرحلْ...
فقافلةُ الرجوعِ بلا مدى...
والدربُ مفروشُ الغبارْ...
إرحلْ إلى النسيانِ...
كالنجمِ الشريدِ بلا مدارْ...
إرحلْ ...
فصوتُكَ لم يعدْ صوتي الذي...
يدني القفار من القفارْ...
إرحل فعشقُكَ لم يعد موتي...
على تلك البحارْ...
إرحل فقلبي اليوم ...
مثل الزورقِ المكسور...
أغرقه النزوحُ...
وغاص في لجج البحارْ...
إرحلْ...
فراقكُ لم يعدْ يُدمي مواجعنا القديمة...
من فلولِ الإنكسار...
إرحل...
فهمّك لم يعدْ همّي...
وغادرْ دمعةً حيرى...
تنوحُ الليلَ مثل البومةِ العمياءِ...
وسط الجلّنارْ...
إرحلْ...
كما رحل المطرْ...
عن وجهِ عطشانِ الزهرْ...
اذ عدت أعشق غيمةً حبلى...
ستولدُ في النهارْ...
إرحلْ...
ودعني للأسى...
متزملا وجه الضحى...
بين المحطةِ والقطارْ...
إرحل...
فلم يبق انتضارٌ...
للذي رمناه من بعد البوارْ...
السيفُ فارق غمدَه...
والسهم نازع قوسَه...
والطير يبكي عشّه المنكوبَ...
من بعد الدمارِ...
إرحلْ...
او ابقَ فلم أزلْ...
أدني اليمينَ من اليسارْ...
فتفارق اليمنى...
بحكمِ الإضطرارْ...
إرحل...
فقلبي موجعٌ...
بحبيبةٍ...
رحلتْ كما رحل الهزارْ...
أنت الرحيلُ...
هناك في درب النوى...
تلك القوافلُ لم تزلْ...
تمضي بصحراء التتارْ...
وأنا جليس الكرخِ
أرقب غيمةً...
مرّتْ بهارون الرشيدِ...
من المزارْ...

....
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق