لنْ أُهاجِرْ .................... بقلم : فراس الكعبي // العراق

فأنا إبنُ الفُراتينِ وهذي الأرضُ أرضي ..
وبِحُبِّ الأرضِ أمضي وأُثابِرْ
وطني هذا .. ولن أترُكَ داري ..
لِسياسيٍّ حقيرٍ..
أو لِعُضوٍ برلمانيٍّ تردّى ثوبَ فاجِرْ
أو لِمَن يسرقُ إسمَ اللهِ كي فيهِ يُتاجِرْ
لن أُغادِرْ
فأنا في هذهِ الأرضِ جُذوري..
وسِواها لي منافٍ ..ومَقابِرْ
هذهِ الأرضُ تجلّى اللهُ فيها..
دارهُ في قُببِ التبرِ أراها ..
في المنائِرْ
* * *
لن أُهاجِرْ
أيُّ أرضٍ بعدَ هذي الأرضُ عِندي..
لا تُساوي قَشّةً في فمِ بَغلٍ..
حَتْى إنْ كانَتْ تُرى أبهى الحواضِرْ
هذه الأرضُ مدارُ الطُهرِ فيها..
كُلَّ شِبرٍ مِن ثَراها ..
عِندَ رَبِّ الكونِ طاهِرْ
أوليسَ الرَبُّ قَد كَرّمها ..
إذ حَلَّ فيها
سيّدُ الحَقِّ.. عليُّ
وأبنهُ السِبطُ حُسينُ اللهِ أثراها شُموخاً
لَمْ يَزل في وجهِ كُلِّ الظُلمِ ثائِرْ
أوليسَ الأملُ الموعودُ مِنها سوفَ يأتي..
يملأُ الأرضَ سُروراً ..وبَشائِرْ

* * *
لن أُهاجِرْ
عَجَبي باعوكَ أبناؤكَ ..ساروا ..
يشترونَ الذُلَّ بالأرواحِ صاروا ..
( والدفاتِرْ )
تركوا طُهركَ كَيما ..
يصرِفونَ العُمرَ في أرصفةِ الغيِّ على منهجِ كافِرْ
أيُها الماضونَ لِلمجهولِ ..
لِلذُلِّ ..
لِكي تضحوا عَبيداً ..
مَنْ لهذي الدارِ يبقى ؟
مَنْ يصونُ العِرضَ فيها .. والحرائِرْ ؟
مَنْ لإُمٍّ وأبٍ قَدْ تركَ العُمرُ عَليهِمْ ..
بصماتَ الدَهرِ ..والدهرُ لَقاهِرْ
تَعِبوا كَي يُبصروكم ..
تملأونَ الدارَ يوماً ..
بِبَنينٍ كالأزاهِرْ
* * *
لن أُهاجِرْ
سوفَ أبقى أكتبُ الشِعرَ قِتالاً دونَ أرضي
ساحتي فيها قُلوبٌ وضمائِرْ
فيراعُ الشاعِرِ الثائِرِ في الحَربِ سِلاحٌ
وسُطورُ الشِعرِ .. إنْ قالَ ..سواتِرْ
وأنا إنْ لَمْ أُعاني دونَ أرضي..
فأرى الأمرَ مُشيناً..
إن تسمَيتُ بِشاعِرْ
والذي يتّخذُ الشِعرَ طريقاً
ذاكَ يعني إنَّهُ في القولِ ثائِرْ
لا يُبالي ..
أن يقولَ الحقَّ جَهراً
وبِما يُملي الضميرُ الحيُّ في القولِ يُجاهِرْ
وإلى آخرِ نبضٍ..
سَيَخطُّ القولَ بِالنزفِ ..بإنّيْ ..
لن أُهاجِرْ
* * *