أبحث عن موضوع

الاثنين، 17 أغسطس 2015

مواطن و وطن ............... بقلم : ابتهال الخياط // العراق


أحبه رغم إنه
شارع أبكم .
يتلصص عليه المارة ،
منهم يعرفونه منذ ولدوا
فيسيرون الهون
يخافون عليه
من وقع خطاهم ،
و بعض منهم حمقى
يتقافزون صارخين
بأنه لاشيء
وسهل جدا
ان يتلاشى
و لايبقى منه
غير ذكرى
تموت مع من يحمله
في قلبه كرمز وطن.
أما أنا فأسمع مني أيها الشارع
أغنيتي..قصتي..
وأصبر حتى أكملها لك:
منذ ولدتُ كنت كبيرة
ووجدت نفسي أسير فيك
ولم أرك أبدا شارعا كهلا،
رغم حُفرك وتعبُ مسيرك
وفوضى المارين عبرك ،
أبحث عن بسمةٍ ما،
أقرأها في وجه أنسانك !
لكن لم أجد غير وجوه
تلبسها الهّم.
وشيء ما لا يُفهم !
كنت اتنهد واتلفت،
انظر وجوه الاطفال ..
كي أسعد بهم ..
فمسيري طال ، لكن ..
كانوا هم كما ذويهم
بوجوم يمشون كما المأتم ،
حاولت أن أترفع عنهم
فأنا غيرهم ؛
لأني أشم عطر ترابك
حين تبلله الامطار مهما كانت ..
ولا أخفيك عزيزي
فعبر مسيري فيك
تلاحقني أمطار سوداء
تحكي حزنك
وضياع الصوت
في نهر يجري بقربي
محاولا أن يُسْمِعَ أخاه
ذاك الجاري في طرفك الاخر
حيث تلسعه نار من دم.
لكن كنت اتلمظ
ببعض من قطرات مطرك
على شفتي فتأخذ لونا ورديا
كما أزهار زرعها يوما أبي فيك
قبل أن ينتهي مسيره عبرك
آه .. هل تعلم صديقي؟
لن أنسى يوما ..
أحسست فيه
بمشاعر عشق
ونسمةُ بردٍ تركتني
اتلفتُ ابحثُ عن بعضٍ من دفئ
ولكن لاشيء من حولي كان يفهم.
وسؤال يعيث في ذهني هماً..
كم بقي من مسيري فيك؟
هل سينتهي قريبا؟
كما كل من ساروا قبلي
بلا أعمار تُحسب ،
وسكنوا بستانا من نخيل
فيها رطب لايمكن أن يُطعَم ؟
....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق