عاصفةٌ هوجاءُ قد أذّنت....
على صفحاتِ قدري المثقوبِ
منذ الأزل....
ما تركت لي فرصةً...
لأهدهد تلك الطفولة
المعنونة بدمعةٍ وابتسامة...
لم تمنحني....
سوى ألعابِ الحرب....
التي هتكت عذرية الياسمينِ
وطفلٍ بلا هوية...
طفلٍ لقيطٍ عن ديارنا المشوّهة...
ها هو اليوم يعدو ضاحكاً....
يرسم على رمال البحر
صليباً وهلالا...
ناراً متأجّجةً....
وامرأةً حبلى بالنور....
تنظر في عمقِ عينيّ....
تجلِدُ ضعفي....
تأمرني بمغادرةِ كرسيّ النقال...
أغادرُ بصري....
أمنح بصيرتي شرفَ المحاولة....
تلاحقني خطيئة المجتمع المتشظّي:
خطاباتٌ بليدةٌ
يتقيؤها رجال معمّمون....
كراسٍ مصنوعةٌ من جماجم بشرية
يحملها حُدبٌ عورٌ....
تلاحقني اللعنات....
تلاحقني كتبُ جدّي...
التي سكنتها الشياطين
وكلّ الحقن المخدّرة...
أتعثر بخطوتي مراراً...
أبكي خوفاً
من أن يعاودني الشلّل...
يغسلُ الدمع قدميّ....
أعلِن أن أنا...
أعلن أن أنا المجدلية
التي تابت من الجهل...
أعلن أن أنا زينب
التي تحدّت طغيان يزيد....
تنشقّ السماء
عن طائر الفينيق....
يحرقني بنار زوبعة مقدّسة...
نتحوّل الى رماد
يغزو الأرض....
يفني ما عليها...
من ألسن ولغات....
ويعود يولد بي من جديد....
طفل بهوية النهضة والحياة...
فوق قمة حرمون...
(سوسان جرجس)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق