أبحث عن موضوع

الجمعة، 21 أغسطس 2015

الخوفُ مسخٌ ...................... بقلم : عامر الساعدي // العراق



الخوفُ مسخٌ
::::::::::::::::::
الخوفُ مسخٌ عديد الرؤوس
يتمرغ بالريح والغبار
والوجوه أكتست بغبارٍ قديم
أينَ أمضي
والفراغ شاسعٌ مُخيف
على الطريق
دمٌ يابسٌ بفمِ الرصيف
الفراشات عطشى وهي متشرنقة
لاتستطيع التحليق
البلدةُ خاويةٌ وخالية
مَن يُخبر الموتى المُلقونَ في ساحةِ الدمار
الريح لاتقول شيئ
لكن صوتها يوحي بما يخيف
هنا بدأت المراكب تسير
على بعدِ ميلٍ
تنفصلُ نصفين كلما هبت ريحٍ بكآبتها
سحابةُ أسئلة تدور
قمر يرتدي ليل المدينة لكنهُ حزين
يتهاوى وراء صفيح المدن
مثل ورقةٍ رطبةٍ
سقطت في وسطِ افواج الغرباء
الخوفُ مسخٌ مخيفٌ جداً
يعصرُ من الفوضى صوتاً
كأنهُ يرى ويتحسس
كأنهُ يمدُ يداه
ومن بينَ أصابعهِ تتساقط الموتى
مدبوغةٍ بملحٍ أسود
الحياة يئست من الخروجِ
أرتدت أسمالِ السنةِ التي قبلها
في البلدةِ أنكسرَ مرواح الحنطة
والفزاعةُ فرت قبل أن تأتي الغربان
قطيعٌ من المناجلِ هنا وهناك ملقاة
والسنابل أحترقت فات عليها الموعد
كأنها امرأة تعدت العنوسةِ قبل عامٍ
وأنتهت لذةُ الايلاج بينها وبين الارضِ
الخوفُ مسخٌ مريب المنظر
كلَ يومٍ أقف هنا أتأمل زرقة السماء
أفتح باباً كبيرة
ربما باب غارٍ نسي أن يوصدهُ التأريخ
ربما باب معبدٍ مهجور خالياً من المتصوفين
قدري أن أعيش
الموت جوعاً
والموت نزفاً
والموت صمتاً
والموت آيلاً للسقوط
............................................
20/8/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق