مجاراة لقصيدة الحلاج
مـــا ضرَّني عذلكمْ يا معشــــــرَ النّاسِ
لولا الهوى كنتُ صخـراً دونَ إحساسِ
واللهِ ماغصّتِ الأجفـــــانُ دامعـــــــةً
إلاّ هــوى القلبُ محروقـــــاً بانفاسي
ولا ترنّمَ طيرُ الشّــــوقِ في سَحَــــــرٍ
إلاّ غــدوتُ صريعَ الشّـــوقِ واليأسِ
ولاجـرى الماءُ فوقَ الأرضِ منسرباً
إلاّ وسالتْ دموعي فوقَ قـــــرطاسي
ولا شممتُ عبيرَ الزّهـــــــــرِ منتشياً
إلاّ وكنتمْ شذا الأزهـــــــــــارِ والآسِ
ولاشربتُ كؤوسَ الخمــــرِ من نزقٍ
لكنّما حبّكم في ســـــــــــورةِ الكأسِ
لو كانَ لي أمرُ هذا الكونِ أجمعــــه
وضعتكـم بمكــــــــانِ العينِ والرّأسِ
طلّقتُ في حبّكـــم دنيايَ قــــــــاطبةً
حتّى تنكّرَ لي أهــلي وجـــــــــلاسي
لو يسألُ الصّحبُ عنْ حالي ومسكنتي
فالدّمعُ ينطــقُ عن حـــزني واتعاسي
ياساقيَ الكأسَ هاتِ الكأس نرشفُها
منْ كــفِّ بدرٍ رهيف الخصـــرِ ميّاسِ
وغنّني يا جميل القدِّ من طــــــــربٍ
داوِ الجــــروح فمــــا للقلبِ منْ آسِ
يا لائمينَ علــــى حبّي ومعتقـــــــدي
(ديني لنفسي ودينُ النّاسِ للناسِ)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق