أبحث عن موضوع

الأربعاء، 12 ديسمبر 2018

اعتراف ......................... بقلم : سوسن رحروح / سورية







قد أعتنق الصمت

وقد أحترف الجنون

إذا ما سألني ذاك المتكئ

على بندقية حزينة

يعزف عليها في الليل

أناشيد الموت:

لمن تكتبين؟

من تحبين؟

ومن أنت؟

صمَتُّ قليلاً

نكز ذاكرتي

بحربة صوته

حرّك الجمر تحت جلدي

قال :اعترفي.

.......

سأعترف

بحكاية عشق ابدية

مسطّرة على رُقِمٍ عتيق

بصوتي المخبأ تحت الرماد الكسيح

بتنهيدة أطبقت على صدر امي

قبل الرحيل

سأعترف

بابتسامة رسمها أبي على شفتيه

قبل أن يعتقله الموت

بعشقي لهذا الوطن المكتنز بالتبعثر

بمنديل خبأته بين أضلعي

بعد أن مسحت به جبين حبيبي

وهو مسجّى على فراش اللاعودة

بقبلة سرقها

طيفٌ من شفتي كوعد للّقاء

سأعترف

بأني صادقت الريح يوماً

وتعاهدنا

على فرح

فاعتقلونا

وأطفؤوا لهفة الحرف

على وتر القصيدة

غرّروا بصغار الحلم

نفثوا سمّهم في شرايين الهوى

نعتونا بالخيانة...

سأعترف

بترنيمتي السّريّة أهدهدها

على ناي جريح

بأبطال ثورة الصمت

في روايتي الحلم

بتعاليمي التي سرّبتها

لعشّاق الحياة

....

سخر المتكئ على وجعي

أطنبتْ رياحُ حقده

مﻷت جوفي انهياراً.

: اعترفي .

فتحتُ أدراجَ ذاكرتي

بحثت عن أشياء أخفيها

في أسفار آياتي

عن حلم تنادرته سبعٌ عجاف

فصار سراباً

عن وطن غزاه الجراد

فبات هشيماً

....

اعترفي

سأعترف

عن بحر مفترس

أكل أحداق صغاري

عن غربان استوطنت

شرايين داري

عن وطن ثقبوا صدره

فسال منه

نهر من حنين

وبركان من الوجع المبين

سأعترف

عن سنبلة ستجف (وتملأ الوادي سنابل)

(عن الذي يعرف ريتا

وينحني لإله في العيون العسلية)

عن مقصلة بترتْ أطراف حكايتنا

شقّتْ عباب الصوت

أحرقتْ مراكب الياسمين

سأ........ع ت ر ف

وساد صمت لاذع

وساد سوط خانع .....

وأقفل المحضر بالأسيد.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق