أبحث عن موضوع

الأربعاء، 9 مايو 2018

جدي _ق.ق ........................ بقلم : غزوان البسنو // العراق




كان جدي طيباً جدا ،كان بائعا متجولاً
يدور الحواري حارة حارة ،ويملك حماراً ،على وقع خطاه ،كانوا يصيحون...ها قد أتى( الكرونجني )*
كان العمل حينها بمبدأ المقايضة ،ولان بضاعة جدي مثله حزينة !! لطالما قايض ضعف بضاعته لأجل ابتسامة صغيرة تحبو على عتبة داره، تجاعيد جدي كانت صفحات من تاريخ غير مزور تنساب فيها كل ملوحة القيظ وتلتحفها زرقة البرد
و منذ أن وعى أبي على الحياة لم يرَ ظل ابيه مستقيماً
لابد انه ايضا قايض استقامة ظهره بإستقامة اولاده
لم يبكِ جدي امام اولاده قط وابتسامته كانت تليق بما يملك
من حصيرٍ وبضع خرقٍ لشده تعبه كان ينغرس في فراشه
كشجرة عنيدة !! حدثنا أبي بمرارة بأن اباه عندما لفظ انفاسه تاق الى أكل رمانة ..ولكن العوز كان مانعاً
تيمناً بذلك زرع أبي شجرة رمان!!
كبرت الشجرة وغطت باحة الدار مرت سنوات ونحن ننتظر ان تثمر راقبناها بشغف وكان ابي اكثرنا شغفا . لكنها لم تثمر عصفت بها الريح ولم تسقط وظلت متكئة على احد جدران الدار تماما كما كان جدي يتكئ على حماره !!


* الشخص الذي كان يبيع البضاعة على الدابة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق