أبحث عن موضوع

الأربعاء، 27 سبتمبر 2017

السعادة المكنونة / نص سردي ........................ بقلم : وسام السقا // العراق




لم اعرف الحب يوماً .. وليس له وجود في حياتي، قصص خيال حب وأحلام عشق اقرأها بأبعاد متناثرة بين ضباب منقشع وسراب كاذب. تجمدت حروف الحب في ذهني .. مللت الروتين البارد المثلج .. وشحذ النظرة من عيون للصبايا بالاقتتال المميت. ليس هناك في أجندات حياتنا شيء اسمه لقاء الصداقة .. لقاء الحب .. لقاء العاشقين. لون حياتي رمادي، جمود وركود. انتفض قلبي معلناً استياءَه، وقال باكياً هل ولدتُ في سجن أبدي .. أكاد اجن من القضبان والحبس الانفرادي .. دعنا نهرب نفر نحطم الجدران ونرى العالم بمنظار أخر، بعد أيام كنت أحد ركاب طائرة مغادراً دون عودة لمدينتي البائسة. وحطت الطائرة في احدى المدن أغمضت عيني من شدة الهلع الناس فيها شبه عراة وصاح قلبي هذا ما ابحث عنه .. اللقاءات والصخب والقبل والأحضان مبذولة لشاريها .. وصاح الكبرياء رويدك يا صديقي أنها حياة مقززة. وفررنا من جديد إلى مدينة أخرى .. العبودية واستغلال الطاقات شيء لا يوصف العمل فيها نصف يوم ومرهق بالكاد أعود لغرفتي في احدى الفنادق الرخيصة التي تخلو من كل أنواع ألامان والراحة .. سرير متواضع والفراش قديم مرطب .. لا أكاد أشعر بالدفء وأنا بأمس الحاجة للنوم .. النوافذ لم تر نور الشمس ابداً .. أزقة ضيقة وحارات شبه معتمة. اشهر وانا أدور الساقية .. أين ذلك الحلم الجبار .. كل ما بنته الاحلام لم يظهر للعيان إنما صور من الوهم. عزمت النية وعدت إلى دياري ومدينتي .. تزوجت من احدى بنات الحي .. فوجدت السعادة المكنونة .. امرأة جميلة الطباع حسنة المظهر مطيعة والأجمل أطفال زادوا السعادة ضحكة. لقاء الأسرة كل يوم ومن طبق واحد نتناول الطعام أحسست بأن هذا هو الحب هو العشق هو الأحضان والسعادة بلقاء العيون والقلوب والضحكات والألفة الأسرية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق