لماذا جاء العالم كله إلا سورية ، لماذا كان العالم قطبا وانشطر ، لماذا تفرع وانقسم ، وصار أقطابا
من الذي أحضر السلاح إلى سورية ؟
الثورة ؟
النظام ؟
هل جاء من تلقاء نفسه؟
ما الحقيقة ؟وأين نجدها ؟ وكيف نقرأها ؟
الحقيقة : أن الأنظمة جميعا جاءت إلى سوريا ، بل النظام بجميع أسمائه الملكية والجمهورية والدينية جاء
هل كان أصدقاء الشعب السوري الذين اجتمعوا في تونس ليصادقوه لولم يتخل عن أمانته ويتسلح ، لو لم يتخل عن أصل الثورة الذي هو السلم فيتسلح ، لو كانوا ناصرين نصروا المصريين على نظامهم القديم ومعارضته المخترعة نصروه ضد العسكر ، والإخوان
قال الشعب السوري لم أعد أريد ، الذين رفضوا حمل السلاح وانكمشوا عن خيار الثورة
رأيناهم في زوارق اللجوء ، وكوى المساعدات
وطوابير السفارات ، وتحت الأنقاض ،ومنكمشون أمام التلفاز يحوقلون
كل ما عدا ذلك نظام وأتباع نظام
كبر إخوان مصر ونهضة تونس في سوريا على الذبح والحرق والتفجير ، رفعوا العلم الإسرائيلي في كل الأنحاء بيد داعش مرة والنصرة أخرى وغيرها وغيرها
والعسكر في مصر طلعوا بالبراميل المتفجرة وفيديوهات الفتنة ، ومجاذرالمباغتة
هل عرفنا من أحضر السلاح إلى سورية ، كيف بين ليلة وضحاها صار في كل بيت وعلى كل كتف ويد
هل عرفنا سلاح من يعمل في سوريا
هل عرفنا ضريبة النكوص عن الأمانة وحملها
ذبح الشعب السوري وأقيمت على جثامينه أعراس جميع الأنظمة ، بل النظام بجميع أعراسه
لهذا رأينا ممولي التسليح يدفعون الأموال لترامب ورأينا تركيا تشتري من روسيا سلاحا
رأينا إيران تمسح عن خد قطر دمعة الفرح ، رأينا حسن نصر الله وسعد الحريري يتباسمان
رأينا النظام يعلن إرادته
كيف كانت إرادة النظام : مدن مهدمة ، قرى محروقة ، آثار مهشمة ، مقدسات منتهكة ، مجاذر منتشرة
لهذا لم تكن إرادة الشعب إرادة تونسي ومصري وبحريني ، إرادة محكوم عربي
بل كانت إرادة كل شعب وكل محكوم في كل أرض وفي أي مكان
خرج الشعب ليسقط القوة فأعلنت القوة موقفها من إرادة الشعب
لم يكن اليمني محتاج للإيراني ، كان الإيراني محتاج لليمني ليعيد ثورته
لم يكن السوري محتاج للروسي بل كان الروسي محتاج للسوري ليحيي ثورته
لم يكن الليبي محتاج للفرنسي بل الفرنسي محتاج لليبي ليبعث ثورته
جاءت الثورة العربية لتعيد الوجود المنهوب لأصحابه ، لتحقن جرثومة الجنون والعنف بأثير التعقل والسلم
جاءت لتحدد هوية التغيير فتنقله من الرصاصة إلى الكلمة ومن القتل إلى السلم ومن الاستعباد إلى الحرية
جاء الربيع العربي ليبني حديقة في خرائب العالم
فأحاله العالم إلى خرابة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق