عزيزتي البعيدة القريبة
تكتم انفاسي الحواجز التي بيننا , الإضاءة الخافتة جعلتنا كالخفافيش التي تظهر مساءً , نخاف من الحقيقة البازغة كالشمس .
لا تحمليني مسؤولية الابتعاد , فهذه رغبتك بعد أن عجزتِ عن فك رموز المسألة .
الكلمات هنا لا محل لها من الاعراب , لا تقدم و لا تؤخر , مجرد محاولة يائسة لإعادة عقارب الساعة الى الوراء .
أنا الان مكبل , بك و بها , انتِ حبيبتي , ولا استطيع ان أقول انها ليست كذلك .
في آخر أتصال بيننا شكوتِ من برودة الجو وانت هناك , فعاد في ذاكرتي البرد الذي انتابني بعد رحيلك .
كنت احلق في سماء بيضاء لا يلوثها غير تلك النظرات المبهمة التي تطالع خطواتنا معاً.
بعد غيابك اكتفيت من هذه الرحلة المليئة بالأحزان , قررت أن أتخذ وطناً , خارطته قلب امرأة .
وقفت أمام القاضي الذي كان يرفع صوته ويردد قبلت ؟! , نعم قبلت .
بعدها أحسست بالدفء , ونظرات الامل بالمستقبل , بعد ان كان يحتلني القلق .
في الحقيقة تمنيت لو انها انتِ و انتِ هي , لكن نظراتها وهي تقلدني زمامها جعلتني اقف امامها كفارس نبيل .
المستقبل شيء رهيب , يحتاج مراسيم كبيرة تليق بهمومه .
في المساء , هي ليست حبيبتي , ولم احبها في يوم , ولكنها كانت اقرب لي منك .
اعتذر منك حبيبتي , فليس لي رغبة في ان اقف امام القاضي مرة أخرى .
-بغداد 2017/9/24
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق