كفى بك ظلما يا زمان تجبّرا
انحلّ عقد النائبات تبعثرا
وتدلهمت تلك الربوع تعيسة
وتغلفت تلك الوجوه تكفهرا
و تشهّقت هذي النفوس يزيغها
ألم ٌ ممضٌّ بالفؤاد تصدّرا
وتعالت الشهقات في حلك الدجى
حتى اذا حلّ الرجاء تأخّرا
ذرفت عيون الناعسات دموعها
واغرورقت مجبورة أن تصبرا
وتعانقت كل المصائب جملة
فيها النفوس على المكاره تجبرا
يا نفس سيري في حياتك رفعة
ما تشعرين به الرجاء ليعمرا
بك رحت ابحث عن أناس في العلى
تسعى بخير للخليقة أكثرا
فما وجدت . لغير باغ ظالم
متكابرا حتى الحقيقة زوّرا ؟؟
عذرا بلادي فالرجال تهاونوا
والقتل والتشريد كرها ً دمرا
هبت عليها كل صوب وهيد ب
ريح الغزا ة الظالمين لتحصرا
حصرت وفي وسط العباب تشقه
( والله خير حافظا ) فيما جرى
ونفوسهم ملتاعة فيها الرجا
خير الرجال العازمين تصــــدّرا
باعوا الحياة- سعادة في جنة
أملا بما تقضي الأمور - تحيّرا
ورجالهم لم تلههم رغباتهم
متوسمين لأمرهم ان يؤجرا
رب الجلالة حرزهم فيما مضوا
مجدا اليهم في الحراك ومظهرا
ساروا بأ سم الله فازدحمت رضا
تلك النفوس رجاؤها ان تعذرا
مالت الى الحي القيوم صراحة
أرواحهم وقلوبهم في ما ترى
باعوا النفوس رخيصة بجهادهم
والنفس أغلى ان تذلّ وتصغرا
بل اسوة رمزا لهم في دينهم
فيه السماحة والإخوة تصهرا
نحو الجنان هواؤهم مترابط
ومن الشهادة في الحياة تخيّرا
كل النفوس تضامنت في فعلهم
والخير كل الخير في فعل الورى
إغاثة ملهوف ودمغة حاقد
ودواء مكلوم وصفعة من زرى
ان الحياة عزيزة في سمتها
واعز منها ما تراه تجمهرا
**************************
فارحم - الهي – صنيعنا متجردا
قد تاه في بحر الحياة تبخرا
هذي الحياة دروبها مزمومه
فيها السنى للحالمين تنورا
غرس الرجاء فكان حلما شهده
وفي النفوس العامرات تجوهرا
فكأن نورا يستضيئ رحابها
ما في القلوب وحسبها ان تقهرا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق