يسحبها من يدها بغضب ، تحاول الافلات منه فيضغط على يدها أكثر.
تصرخ وتئن من الألم:أرجوك اترك يدي لا أريد العودة.سعادتي هنا.
ينظر إليها بشزر وتشعر أن فتحات أنفه ينفثان دخانا. تسير برفقته محنية الرأس. يفتح باب البيت فيهجم عليها عدة أطفال: ماما ، ماما اشتقنا لك كثيراً. تحاول أن تمسح عن شفتيها آثار الخمر.
ابعدت ايديهم عنها وذهبت إلى الحمام لتظف اسنانها . همست لنفسها بقوة بقوة ..
حين عادت وجدت البيت فارغاً إلا من زجاجة عطر فاخر على الطاولة وصور أطفال مهشمة. نظرت حولها تتفقد كل ركن بالبيت المهدم من جراء القصف الصاروخي. انطرحت على الأرض تنوح .
أمسك جارها يدها ، ساعدها على النهوض وقال لها بحزن : الموتى لن يعودوا. احمدي الله أنك وجدت ما يستحق العيش لأجله.
ضحكت ضحكة هستيرية وضمت صورة أطفالها إلى صدرها ثم بحثت كالمجنونة في كل ادراج الغرفة الوحيدة السليمة من بيتها وقالت بنصر : أخيراً وجدتها ..!!
قال لي جارها بعد شهر أنها ابتاعت بيته وأعادت ترميم بيتها وحولتهما لمصنع ملابس للأطفال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق