...............من يوميات مسافرة
لامكان للصقور على البحر ..انها لاتحلق هناك ..
هل هو خوف منه؟ ام اعتقاد منها بالسراب؟
كنت بالامس في صحراء ما بزورقي ..ابحرت فيه وسط الرمال ..كانت العاصفة عاتية فماكان للرمل وقتا ليبتلعني لقد كنت في حركة دائمة بلا توقف .. اعلم ان الصقور لاتقوى على الطيران وسط العواصف فهي تبقى طيورا وضعفها في جناحيها ان انكسرت فقدت ذاتها ..فشعرت بقوتي من قوة العاصفة ..وعبرت الصحراء بسرعة البرق المضيء ..
حين بدأ المطر بالهطول كنت قد اصبحت في البحر والعاصفة معي تساعدني على الابحار .
لكنني في البحر بلا اتجاه ودوامات الامواج ابتلعتني فصرت في بطن "حوت ".
نظرت من حولي وجدت اسماكا كثيرة بعضها مازال حيا ..كانت تأكل بنهم ابناء جنسها فتعجبت منها لكن الجوع هنا قاس ان لم يستعجل الموت في حضوره.. فلابأس سآكل انا ايضا شيئا منها.
هل سأتمكن منه نيئا ؟ ام احتاج الى شيّه؟
ضحكت وقهقهت وعلا صوتي ..فشعرت بفم الحوت يفتح وكأنه اختنق فجرف كمية من الماء اغرقني بها فرفعت رأسي وجلست خارجه متعلقة بشيء ما من اعضائه وسط الظلمة بانتظار الموت.
ليتني كنت في الصحراء لتأكلني الصقور وانتهي.. فالجلوس في بطن الحوت مقلق ومقيت وقد يطول الى حين ..وهل أنا كيونس النبي ادعو فيُستجاب لي وأُلفظ خارج الحوت لأحيا من جديد ..فيونس خرج لدعوة امة كفرت بالذنوب لتعيش مرفوعة عزيزة ..وأنا ان لفظني سأعود لأعيش وسط المارقين ابواق دين لايعرفه الله ولا نبي ولا مؤمنين .فلن ادعو بدعائك يايونس ..أخاف ان يستجيب الله واعود هناك .
ماعدت أقوى على سماع العويل والنواح..
وحيتان من خشب تسير بلا بحور ..
سأبقى هنا واكون مسافرة ينتظرون عودتي حتى يموتوا فلا يكون عليَّ اي عويل.انه موت جليل ان اكون هنا ..ولكني بحاجة الى صقر شجاع لا يرى البحر سرابا ويهجم على حوتي ليجعله يزفر كي اخرج واكون في فم الصقر لينتهي بي وسط اصحابه ينهشونني بسرعة العاصفة وانتهي فانا مللت الانتظار هنا ..في بطن حوت شبع من الطعام منذسنين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق