أبحث عن موضوع

الخميس، 15 نوفمبر 2018

رحيل دون استئذان ........................... بقلم : علال بن عبد القادر الجعدوني / المغرب






ودعتني دون استئذان

كان عليك أن تخبرني قبل الرحيل

لم أكن أعلم أنك تعيش أيامك الأخيرة

وأنك تخفي شيئا ما في صدرك .

لقد أعتقدت أنك تمزح

عندما كنت تردد أنك شبعت الدنيا وما يجري في فلكها ...

بينما أنت

كنت تستعد للرحيل

على طريقتك الخاصة

بحلة لا تشبه الحلل

تفاديا لصرخة الأوجاع .

بسمتك ، نظرتك ...

كل شيء

كان فيك جميلا .

فعلا كنت متميزا

هذه شهادة الجميع .

بصماتك ما زالت موشومة في كل المحافل

الكل يعترف أنك :

كنت مثاليا

كنت الزعيم

طوبى لك ولأمثالك

يا من تطبعت روحه بحكمة الأنبياء .

حين أقرأ تفاصيل آخر أيامك

تتسلل تأويلات متشابكة إلى صدري

فيعجز اللسان على تجسيد أحاسيسي

تبعثرني الأفكار ...

تشتعل نيران الحمى في جسدي

ترسم أخاديد الحزن على وجهي

ترتجف أطرافي كارتجاف الطير المذبوح

أكثر مما يستحمل القلب .

حين أتعمق في سيرة حياتك ،

ينهمر الدمع من مقلتي

تطاردني الأحلام / الأوهام

يحاصرني الشوق المستفز

فألتف حولي لعلي أجد مخرجا

أنسى به جرحي العميق

لكن لا شيء يواسيني في صراخ غيابك

سوى الصمت

وحده يغازل عيني وقت البكاء

لقد انكسرت زجاجة أحلامي

انغرست إبر الحزن في قلبي

كم حاولت كسب الرهانات

لكن عمر السكاكين ألبسني :

جلطة في القلب .../

جلطة في الدماغ .

إني أتمزق قطعة / قطعة

قد يبس الزمان

أصبحت يتيما ...

ولتعلم روحك

يا أيها الغائب الحاضر في

برغم رحيلك ،

طيفك يسكنني ، ولا يفارقني

ولو لحظة ....

لم يعد لي رفيقا أتوكا عليه وقت الشدة

ولا ظلا اتظلل تحت ظله في عربدة حياتي

تكدس على زماني الظلام

أصيبت جدران قلبي بتصدعات

انقطعت شعرة الوصال

لقد انتهيت

انتهيت برحيلك ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق