أبحث عن موضوع

الخميس، 15 نوفمبر 2018

سفر بلا عودة ............................ بقلم : عبد الستار الزهيري // العراق






لا زلت أذكر تلك الأيام

حين تحرك القطار

يومها التقيتكِ عند أول محطة

كانت أحزاني في حقيبتي

تلازمني أينما ذهبت

وألمي لباسا لليلي

ورود تبكي أوراقها المتساقطة

نسيمٌ رذاذه أسود

وليل فاحم بلا ضياء

صفير الليل يخيفني

ذئبُ جائع يبحث عن فريسة

ينهشني ذلك الليل

وألمي يتكرر دون توقف

قررت الرحيل

قدماي مسمُرتان

لا تجرؤ .... لا تقوى

روحي حملت حقائبها

رحلت ...

وعند أول محطة ...

التقيتكِ مجددا

حولكِ زروع وخضار

وعصافير الحب تملأ المكان

يومها أعتلينا عرش ذاك القطار

نفس المقعد...

نفس النافذة....

رذاذ الشتاء ينهمر حنوناً دافئاً

يدفئ صقيع قلبي

نظرات فقط ... همسات رقيقة

لم يسمعها أحد

أرتمت حقيبة أحزاني

فألقيتها خارجاً

تتآكلها سنيّ الوجع

محطتنا التالية

نزل معنا الفرح

أشواك الدروب اخضرت

مشينا على وريقات ورودنا

نتبادل الأحاديث

نسيت وجهة سفري

أضعت تذكرتي

رحلة روحٍ تائهة

عقدت انتظاركِ

لنبدأ رحلة جديدة

طال الإنتظار

عيناي تتفحص المكان

لا أحد .... لا طيف

علا صوت صفير القطار

أعتليت عرش القطار

لأجد مقعدا واحدا

ونافذة لا رذاذ عليها

وحقيبة مرمية أرضاً

مذكور عليها

رحلة روحٍ تائهة

وتذكرة بالكاد تُقرأ حروفها

أدركت أنني كنت محطة عابرة !!!!!

تحرك القطار

ليصل إلى ..

لا أعرف ..

فقد كانت أشواكٌ خارج النافذة

وذئب يطارد القطار

يرمق كل نافذة بنظرة توثب

كأنه يبحث عن فريسة تاهت

بين الأحرش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق