أبحث عن موضوع

الخميس، 15 نوفمبر 2018

أينَ زمرُّدةُ الزمنِ الجميلِ ........................ بقلم : مرام عطية / سورية






كشجرةِ صنوبرٍ أحلامي ، دائمةُ الخضرةِ، ورافةُ الظِّلالِ ، يتفيأُ تحتَ أغصانها المتعبونَ، و يستطبُّ المرضى والمحزونون بنسائمها العليلةِ ، سامقةٌ شرفاتي كنخلةٍ تقطفُ عناقيدَ النجومَ .

وكأرضٍ يابسةٍ ، جفَّفتها رياحُ الخريفِ

مزروعة بالأخاديدِ ، مساحاتُ جسدي النَّحيلِ شققتهُ نيرانُ الظلمِ و النرجسية ، وأدمته ثلوجُ الحاضرِ المريرِ، فغدا بساطَ أوجاعٍ أو حصيرةً منسوجةً بألوانِ العللِ وضروب السقامِ ، عزَّ شفاؤها على الأطباءِ ، معاملُ القهرِ ومصانعُ الحرمانِ في بلادي دائمةُ الدورانِ ، لا تتوقفُ عن إنتاجِ الألمِ والحسراتِ تلقي حمولتها المترعةِ بالخذلانِ والريبةِ على ضفافي النَّديَّةِ ، تطوِّقُ سلاسلها جيدَ زهوري ،كم حاولت أن أثقبَ عجلاتِ قطاراتها أو أرميها بالعطبِ ! فأبعد مفرزاتها عنِّي ، وَلَكِنْ عبثاً حاولتُ .

ماأقسى جيوشَ الخرابِ التي تفتكُ بمدائني ! لاتسمعُ صهيلَ خيولي التي تريدُ أن تهدأ فترتاحَ ، وما أغزرَ روافدُ الجهلِ وفتاوى الأديانِ التي تجرفُ صخورَ التَّحدي من محيطاتي !! عقاربُ التقاليدالصحراوية تصطادُ أسماكَ الحضارةِ من شعري ، تلتهمُ عصافيري الصغيرةَ وترعى مهرجانَ الشِّتاءِ في هيكلي العظمي، حيثُ يعزفُ كلُّ جزءٍ منهُ سمفونيتهُ الفريدةَ ، ويعلو رقصُ الأوجاعِ و عزفِ الألمِ .

قيصرُ الخرابُ طاغيةٌ يحتلُّ أقاليمي الخصبةَ، يهزأ منجلهُ الفولاذي بقلاعي المائيةَ وأشواقي اللازورديَّةِ . ياللأسى !! مواعيدُ الَّلهفةِ تودِّعني و أقمارُ الفرح تختفي من سمائي .

وبينَ أحلامي الورديَّةِ وجسدي الضعيفِ تشقى طفلةُ روحي اذ ترسمُ الحياةَ بألوان قزحٍ فألبسها ثوبَ الأملِ ؛ لتشلَّ ذراعَ اليأسِ ، و أهديها قفازاتِ العزيمةِ ؛ لتذيبَ ثلوجَ الأحزانِ ، وها هي تلمحُ نوارسَ بيضاءَ تخفقُ أجنحتها في جزيرةٍ حبٍّ ، وتسمعُ أناشيدَ نهرٍ عذبٍ على إيقاعِ نبضٍ مخمليٍّ ، ومازالَ محركُ البحثِ في فؤادها يدورُ بحثاً عن زمرُّدةٍ أضاعتها في الزمنِ الجميلِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق