أبحث عن موضوع

الجمعة، 20 يوليو 2018

أحــــــــلام غــــــــريبة .............................. بقلم : المفرجي الحسيني // العراق

أتنقل من رصيف إلى رصيف
 عبر شوارع محفرة ومياه آسنة
طالما احتضنت بعضهم
سنوات الغربة والتشرد والحرمان
وقت الظهيرة أقف طويلاً أراقب السيارات
 تندفع نحوي بجنون كعصف عبوة ناسفة
هواء لافح حار
غبار يغطي الأجواء
 تنفس صعب
 تداهمني كآبة طيلة أيام الصيف
أنتظر قدوم الشتاء بسعادة وفرح
 كنا صغاراً نفرح بأعياد الميلاد
 العيد الصغير والكبير ونلبس الملابس الجميلة الزاهية
 صديقي (عزيز) قارئ من الطراز الأول
 يغوص في باطن الكلمات
 يفهم ما يحيرنا من النظرة الأولى
 أنا أرى الأشياء على غير ما يراها
    لا أصرح بآرائي إلا لنفسي ولوحدي
عندما أسير منفرداً متجهاً إلى عملي
 تعودت كتابة يومياتي
 توقفت عن الكتابة قبل الاحتلال
  خوفاً وهلعاً، دبَّ بداخلي ودهمني
عند إلقاء القبض على صديقي (عزيز)
 نحن جالسان معاً في مقهى شعبي
وقف قبالتنا رجل مرعب مخيف
 همس باسم صديقي
  أشار عليه بالوقوف
 داهمه وأحاط به اثنان كانا يقفان خلفه
 مسكه الرجل المخيف ، سحبه  كعصفور مرتعد
أدخله السيارة  مكوراً جسمه ككرة أطفال بلاستيكية
 بين فينة وفينة أراجع أوراق مذكراتي
لا أجد لصديقي إشارة ما
 قبل القبض عليه، لعلي كنت اتنبأ بالقبض عليه
 حيث إن هناك دائماً في داخلي أرنب يقظ حذر فائق مذعور
 أوراقي مليئة بأدلة دامغة ضدي
حذري الشديد، يقظتي الشديدة، ما هما إلا تمويه زائف
 عندما أعود إلى أوراقي بعد كل هذه السنوات
أجد شيئاً غريباً عني، ربما كنت نسيته
 رأيت ملامحه وتفاصيله منذ سنوات عديدة خلت
 دائماً أحلم، يراودني إحساس أني طويل القامة
 ذراعي طويلتان كخرطوم الفيل
 أكتافي عريضتان
على يقين ومعرفة شديدة أوهاماً كثيرة تراودني ليلاً
تداهمني كل صباح
 أجلس على حافة سريري أضع الحذاء بصعوبة ؟
أخرج مهرولاً باتجاه الحافلة
أصعد بصعوب الباص مكتظاً بالبشر جلوساً ووقوفاً
 الغريب عندما تداهمني الكوابيس ليلاً
 أستيقظ مبكراً أصل إلى عملي في الموعد أو قبله بقليل
 يراودني الإحساس طيلة النهار
  أكون حذراً من شيء ما
العجيب أن كل ما أحس به أقرأ عنه
 ذات اليوم في الصحف المحلية
 زميلاتي وزملائي في العمل يتحدثون مع بعضهم البعض
 دون أن يولوني الاهتمام أو يلتفت أحد إليّ
 قال لي زميلي في العمل الجالس قبالتي على مكتبه الأنيق
 دائم الرثاء لحالي وكوابيسي الملفتة للنظر
 عليك أن تتعلم اللغة الصينية
إنها جيدة الاستخدام بالنسبة لحالتك
 لم أفهم من زميلي ماذا يقصد بحالتي لم أفهم من قوله شيئاً
 لكن أعتقد أن زميلي صرح لي بهذه النصيحة
 لعله قرأ عن أهمية الصين كبلد مترامي الأطراف
 عدد سكانه هائل جداً أنها ستأخذ مكانها في العصر الجديد
 تفكيري هذا كنت أحس بخوف شديد من ركوب الطائرة
مع العلم أني لم أركب الطائرة يوماً
ما عدا مشاهدة نوع منها
 ترمي حممها على عباد الله الآمنين
 عندما أراد مرسلوها أن يحرروننا
 من الأشباح والكوابيس التي نحلم بها كل ليلة
 حذرت الفضائيات المحلية والصحف
 المواطنين من الجواسيس
  تنشر قصصاً شبه خيالية
 استفادة الجاسوس من ثرثرة المواطنين مع بعضهم
 في المقاهي، في الشارع في النوادي
 علينا أن نكتم الأنفاس
 لأن الجواسيس منتشرون في كل مكان
 لذلك بقي تعلمي للغة الصينية سراً تعلمتها وحدي
من كتاب تعلم اللغة الصينية بسبعة أيام دون معلم
مثل باقي اللغات كاللغة البابلية والفرعونية
وحتى اللغة العربية قبل تنقيطها
 تعلمت حتى أتفحص روح الرجل الصيني
 أتحدث مثله لكن ما كان يضايقني
 طولي فارعاً عيناي واسعتان ولوني أسمر
أحادث نفسي عندما عاد بنا الباص
 بعد التوقف الإجباري  في الشوارع والأزقة
 حتى على سطوح المنازل والعمارات
  هذا لا يشجع وفأل فيه شر
  تعلم اللغة الصينية سوف يجلب المتاعب لي
كل يوم عليّ اللحاق بالباص ليقلنني إلى مقر عملي
 مدخنته عالية تقذف دخاناً أسود يتطاير منه الهباب
 يدخل إلينا من الشبابيك المفتوحة
 بعضها مفتوحة قسراً لعدم وجود الزجاج
 تتلون وجوه الركاب بالسخام الأسود
 نترجل فنرى وجوهاً غير التي صعدنا بها
 ملابس  داكنة السواد
 يأتيني الصفير الحاد من ورائي
 سيارات مسرعة أصوات مرعبة 
تنتشلك من الطريق كخرقة بالية ترميك على الرصيف
 أقفز على الرصيف خوفاً وهلعاً
 أفزع فزعاً شديداً عندما أقرأ قصة آدم وحواء
الحية وإغراءاتها وخروجهما من الجنة
 طرقنا امتلأت بالثعابين طوابير من السيارات المفزعة
 ذات الصفير العالي ليل نهار
 لم أعد أخاف ثعبان آدم
 قال الرب لآدم: أين أنت؟
 قال: لقد سمعت صوتك في الجنة وخجلت لأني عريان واختبأت
 أقوم من فراشي
 أرتدي ملابسي أظل أحلم أن أصل عملي في موعده



العراق/بغداد
18/7/2018


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق