أبحث عن موضوع

الجمعة، 20 يوليو 2018

قراءة وتحليل للاديب غزوان البسنو حول قصيدتي "ولادة نازح".................... بقلم : قاسم عيدو الهبابي // العراق


اعصر فؤادي
في فنجان ليل
آهاته دمعة
 تسيل من عيني
يدخل الشاعر في بداية أليمة لما يجلب الهموم للفؤاد ليصبح العالم صغيرا بحجم فنجان يقطر به دموع آهاته .
و يقول :
(حروف المطر رثاء
تهطل من سماء) هذا القلب
ما يسبق الولادة من مخاض وآلام يجسدها لنا الشاعر بحروف الرثاء التي تهطل في سماء القلب.
ليكمل بعدها بقوله :
(فيولد من رحم الجوع
نازح
يرتدي كفنا أسود
يحمل كيس همومه
ويصلب كالمسيح )
والممتع والأليم في نفس الوقت ان يكون الوليد (النازح) يولد وهو يرتدي كفنا أسود .

ما نعرفه هو أن الكفن أبيض .وبعد الولادة يكون الكفن جاهزا لكي يستقبل النازح أي أن الحياة التي فتح عيونه لأجلها هي سوداء  قاتمة لا محال . ليأتي القدر ويصلبه بقوله :
(ويصلب كالمسيح
في فم الليل)
استخدام ذكي  تشبيه قريب بين آلام السيد المسيح آلام النازح .
ويسقط اله سكران
في عنقه
 إكليل من  الأشواك
وفي يده بندقية
ما نعلمه أن الإله هو مسالم بطبعه وكما سمعنا هنا
اذا لماذا يكون هذا الإله سكران ويحمل البندقية ؟ مخلفات الحرب والهجرة قد غيرت مفاهيم الأكثرية خاصة الذين عانوا وعاشوا الحقبة .حتى باتوا يشككون في قدره الإله على خلاصهم بما هم يعيشونه ويعانون منه .
ليختم القصيدة بمرارة شديدة وقفلة مدهشة .
(فياخذ قلب المولود
ويذهب الى السماء
لربما أخذ طعامه )
خاتمة مدهشة تناسب مضمون القصيدة عنوانا وسردا . لا شك بان الإله السكران أخطأ العنوان ليتغذى على قلب المولود ويذهب به الى السماء ويسدل الستار على حياته قبل بدايتها !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق