أبحث عن موضوع

الأربعاء، 18 يوليو 2018

احضان الشيب _ قصة قصيرة ..................... بقلم : وسام السقا // العراق



طريق عام، وسيارةٌ فارهة، والليل في اوله، والسائق من فرط سعادته باقتنائه سيارة تحمل اعاصير التكنلوجية والرفاهية، يكاد يطير محلقا بجنون نحو النجوم، مس من النشوة والمتعة، كان يشعر بها وهو على الطريق مستمتع بهيلمان المزارع المنتشرة على جانبي الطريق، ومن بعيد لاح أمامه حاجز عبور، وحينما وصل رأى المتحكمين نساء، قيل له: ممنوع العبور للمسنين، تعجب الرجل، وسريعا نظر في مرآة السيارة، فرأى الشيب قد غزى شعر رأسه، والجحوظ ملأت العينين، أحس بأن الحنان قد غادر أحضانه، واضمحلت نشوة اللقاء بالنساء، وتباطأت دقات قلبه، وكعشب الصحراء يبست أوصاله، والبسمة فارقته مودعةً راحلة، فقالت شفتاه: اللوم كله على القُبل! واحضان الحسان، والليالي الحمراء، واقفة كانت فتاة بعمر الزهور من بعيد تراقبه، وهو منهمك بمرآة صغيرة اخرجها من درج السيارة، قابضا عليها بغضب وبنظرات بائسة لم يصدق ما هو عليه، دنت منه الفتاة وبصوت حنون قالت له: سل أيها الأشيب وناجِ الأرواح لماذا يفارق العشق الأجساد؟ وهل يختفي ربيع الحياة بعد الشيب؟ أليس من حق القلوب الخضراء طرق أبواب الحب؟ أم إلى الهلاك تنتهي؟ تمتم الرجل في سره وقال: إن ل مملكة الشيب طعم مميز بين رجاحة العقل وأجراس الحب، نعم لقد غزا الشيب شعري لكن ما زالت عيناي ترى الجمال وربيع الحب، وقلبي يملأه النشاط وينبض بالإحساس والشوق لدروب العشق، ومن هنا سأبدأ رحلتي وفقا لما تملي علي نفسي، فإن وجدت الأبواب موصده، سأطرق باب الرحمن، وحتما إنّ هناك جنان أخرى لم تكن في الحسبان، فتقدم الاشيب نحو حاجز المرور ونظر الى شرطيةٌ حسناء  وقال لها؛ لو يعود الزمان الى الوراء قليلاً لالتهمتك بغمزة عين،  ضحكت الشرطية بصوت عال وقالت؛ هل انت دون جوان؟ وقال متعجبا، وكيف عرفت، ازاد ذلك من ضحكتها شوطاً، وقالت بنبرة فيها القليل من الحدة، اذهب واجلس في سيارتك ريثما نجد لك حلاً، ولكنه عاد من جديد يحدثها وماذا تعرفين ايتها الحساء عن دون جوان، قالت انه زير نساء، وقد اغوى الكثير منهن، فرد عليها وهل تستطيعين الجزم بانك تقاومين اغرائه، قالت نعم! فرد اذا هاتي قبلة ولنرى، ساورها الشك لحظة، تبسمت والحجل في الوجه وكأنها بين قبول ورفض، وتقدم نحوها وطبع على شفتيها قبلة هادئة، فسقطت الشرطية فاقدة الوعي بين ذراعيه، وربتٌ على كتفه، التفت فاذا بصاحب معرض السيارات يقول؛ اين ذهبت يا صاحبي بأحلامك وانت خلف المقود، هل ستشتري السيارة؟ أم ترى غيرها؟ وضرب بيده على المقود لماذا أيقظتني يا صديقي من اجمل حلم، فرد صاحب المعرض وكيف سنبيعك السيارة وانت في الحلم، ضحك الاشيب وقال؛ إذا سوف اشتري السيارة بحلمها، لعل ذلك يتحقق، وانطلق الاشيب باحثا عن الحلم بعد أن تسلم اوراق شراء السيارة، فهل كان صاحبنا الدون جوان اشيبً أم شاباً؟.

بقلم // 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق