عند أول رشفة شمس
على جسر فكتوريا
كان الجو مساءً
والحنين يكتظّ تحت الجسر
أذكر أنّا وقفنا معاً
وابتسمنا بصمتٍ
حين أغرانا ذاك المصور
أن نعصر الشوق
ونحتسي عصير اللقاء
في صورة فورية
ضحكنا كما لو أننا
اكتشفناه صدفة
كان طعم الضحك
يعلو على رائحة الفلافل
وكان الطريق متدثراً باللوعة
كثيرٌ من وجوهنا المرسومة
على أوتستراد المزة
افتقدت طريقها
وذاك المقعد الذي جالسنا
في حديقة الآداب
بكى حزننا المفجوع
ما أصعب أن تحزن المدن
أن تبكي المدن
أن تنتحر المدن شوقاً
أذكر أننا التقينا
ذات حنين
عندما كان قاسيون
يلبس عباءته الضبابية
ويلتقط قبلة سقطت
على طريق المطار
ويغلق بإصبعه المزنرة بالفرح
باب مصلى
وباب توما
ويقرع أجراس الوطن
على وجنتي دمشق الخجلى
أذكر
أني صادفت وجهك مرسوماً
عند أول خطوة
بشارع الحمراء
ضممتك حتى تلاشى عشقاً
ثم غرسته عند رئتيّ المعبئتين
من ترانيم الصالحية
هناك سترينه
يوم تعود الشمس إلينا
وحين نختلي بالوطن من جديد
ونهمس له : هاقد عدت جديداً كما ولدنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق