ستظلُّ بينَ دَهرينِ، من وَجعٍ تدورُ على نهاراتٍ آفلةٍ بالأسى، تطرقُ أبوابَها الموصدةَ بالقهرِ والأنينِ والفرقِ الذي أكلتْ نواجذَهُ بقايا كركراتٍ هرمةٍ لأطفالٍ أدركتهم شيخوخةُ الصِفصافِ والدْفلى، في بلادٍ ترمّلتْ أقمارُها كبقايا لأصنامٍ دارسةٍ في قعرِ الأساطيرِ النافقةِ من الأراجيفِ والأساطيرِ والسُكارى الطافينَ على جُزرٍ الواق واق، جَفَّ نَسْغُ الصباحاتِ المُعلَّقةِ على حِبالِ الهَزائمِ التي يقودُُها البرابرةُ، فراحتْ تضوعُ برائحةِ (العِطّاب)* أنهارُ الجنوبِ، أيامُكَ أصابَها الكساحُ، في ميادينِ حروبهِم المُدنَّسةِ، أولئكَ جنودُ الرَبِّ والغنائمِِ والمراثي والدماءِ والصلاةِ، الذينَ عبَّدوا الطرقاتِ إلى الجنَّةِ بالقُبورِ والأراملِ النائِحاتِ
*رائحةُ تنتجُ عن حريق القماش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق