أبحث عن موضوع

الخميس، 5 يوليو 2018

رقصة شوق صَمّاء .................. بقلم : صفاء الانصاري // العراق





حينما ضاعَ وجهي داخل أساور مملكتك ولم يعد إلي ،، أرسلتُ قلبي يبحث عنه ، ولم يعد أيضا .!

مددت كفي نحو شرفتك الملونة ، ابحث بين ستائرها المخملية عن حروف شربتها معك حتى الثمالة ،، عن لوحة تشبه اندهاشك ،، عن قمر يشبه استدارة وجهك .. لكنني فشلت فعادت كفي إلي بلا أصابع !

وها أنا اليوم يا أميرتي اجهل العد التنازلي لموتي ، وانتظر هدوء البحر ،، ارقص بلا قدمين كـ سمكة قذفتها الامواج العاتية نحو ارض اليباب .؟؟

،،،،،،،،،،،،

آه ٍ مولاتي .؟

عيون الليل كالسكين تزفني نحو مقصلة الشتات ،، تبتلعني صحاري الانكسار ،، تهيل فوق وجهي الغبار ،، تسدل فوق عيني الستار ،، وتذبح النهار ،، تكحلني ببقايا خطوط انكسار الكهوف ،، فأغدوا كـ بوذي يشرب وشالة صمته بكأس انزواء في حضرة الظلام ..؟؟

انا يا أميرتي : اشتهي القفز ما بين الحقول العامرة بالورود كنحلة ترقص في جوف الياسمين بحثا عن الرحيق ،، وارغبُ بالسير في طرقات الليل ، والموت في دنيا المطر .!!

وأنتِ كالشمس تشرقين من جهاتي الأربع ،، تهديني خيوط صبحك الأول ،، وتنثرين فوق وجهي نثيث من ندى الصباح ،، تأخذيني برحلة هيام نحو شواطئ عيناكِ اللتان يحيط فوقهما قوس السماء .؟

دفؤك يطهرني من رجس صراخي وعذابي ، تحملين عطرك الرباني ، وتعبرين فوق مدن أنفاسي كنسمة ساحرة تجعلني ملاكا ، ثم ترقصين لي رقصة الوله ،، تستديرين كالبدر في ليلة اكتماله .. وتطبعين فوق وسادتي الليلية بصمة حمراء من عصارة شفتيك .؟




يا حلوتي التي تنام فوق خديها قوارير البنفسج والياسمين ، وتمشط شعرها هفهفات سعف النخيل ، وتضيء شرفتها الليلية شموع ( خضر الياس ) تتدفق منهما عذوبة دجلة والفرات ورائحة الليمون والبرتقال ،، وتحرسها أدعية الأولياء والصالحين ..؟




كيف أنساكِ وأنتِ ترجماني ،، ومحبرتي وأوراقي ونبوءة أقلامي ،، خربشات أصابعي

قلقي،، رعشاتي .. هذياني ،، لحن موسيقاي في وقد الغرام .؟

عيون أهلي الطيبين أبصرتهم من خلال عينيكِ وانسياب الدمع منهما كاللؤلؤ المكنون ..؟

كيف أنسى قلبك الذائب في دنيا الوله ،، كيف أنسى رعشتي ، خجلي ، دمي حين يتجمد يندس بين ذكريات الليل ويستريح قرب المراكب التي شهدت لقاؤنا الأول ، فيعود حافلا بالدفء يحمل بين خلاياه تباشير الاشواق .؟




مهلا ً . أيتها الأميرة .. يا شهرزاديَ الأنيقة ،، لن تشعري بالذوبان بعد ..؟؟

آفاق رحلتي تتسع لـ ألف ليلة وليلة ، وشهريار لم يزل يَعُد لياليهِ الأولى معكِ

وقد أسكرهُ خمر اشتياقكِ ، فباتَ مَرميا على رصيفِ الوجد يرقص حافيا كطفل فقير ويشرب لوعة انتظاركِ بكأس ٍ مزاجها من رحيق ِ سُنبل ٍ ذهبي كما الملائكة ،، لأنه في حضرتكِ يفقد التوازن ،، يصهره العشق انصهارا ،، فيغدوا ملاكا بجناحين من نور ،، حول محطات ارتشاف الشهد يدور .. ويدور .. ويدور،، يحتويكِ بكل حنانِ الكون حتى تكبر أشواقه فـ تغدوا كوردة جُلّنار حمراء ينثر وريقاتها عند مراسيم الاحتفال بـ عرس مقدمكِ ..؟




قديستي : صليتُ في محراب انتظاركِ خمساً ،، وعانقتُ جبينكِ الأسمر ،، شممت فيكِ رائحة الترب ،، وقرأت في عينيك عشق بلاد الرافدين ، بجبالها وسهولها ونخيلها واهوارها ،، وفتشت في دفاتر اشواقكِ فقرأت لوعة السياب ( أنشودة المطر ) وحزن ( جيكور ) و الشناشيل والسطوح ، وستائر النوافذ و الشرفات وغربة السفر ..؟؟



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق