أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 3 يوليو 2018

الأسير الحر ..................... بقلم : سامية خليفة / لبنان



تلك الطيورُ كمْ رجوتُ أن أكونَ مثلها طليقاً …لكنْ وإنْ صرتُ الطَّليقَ فهل أسلمُ من زخاتِ الموتِ.. متى سأمتلكُ زمام َقيادةِ أسرابٍ تنقضُّ على رؤوسِ الصّيادين؟
متى سيكونُ الزَّمنُ خلفي…لأكونَ منه حرّا؟ ليتَ الحريَّةَ ترفرفُ انعتاقاً فأحتويها
بهالةٍ من نورٍ تقبعُ في زوايا القلبِ،كم تبتعدُ ! أنحنُ عبيدٌ للظلامِ،منْ أين سنستلُّ البريقَ
وشمسُ الحريَّةِ بعيدةٌ بعيدةٌ تختبئُ خلفَ غيومٍ ابتكرَها الطُّغاةُ..ابتكروا تمثالاً للحريةِ،كم ظلموا حجارتَهُ! يقفونَ على المنابرِ ،يرتِّلون كلماتٍ لا تغني ولا تسمنُ من جوعٍ،وتبقى خيوطُ العناكبِ تقفلُ أفواهَ الجياع..

وأفواههم كم هي منمقة..

بالخداعِ..

لو كنت أسيراً لنطقتُ حريَّةً ...لو كنتُه لرميتُ خلفي الوجلَ.

سأكونُه وإنْ في الخيالِ ،في لوحةٍ سأرسمُها كما يحلو لي..

أنا الأسير الحرِّ وهم عبيد الأطماعِ

أنا السجينُ خلفَ قضبانٍ اخترقُها متى أشاءُ ،هم لا يهادِنون في جبروتهم،وأنا الاعزلُ السِّلاح أخيف جحافلَ جيوشٍ. أنا المعصومُ العينينِ لا مساومةَ معي أنا المكبَّلُ القدمين بسلاسلَ مثقلُ الخطا بكرةٍ حديديَّةٍ وراءَ القضبانِ، لي من خلفِ السِّجنِ أقدامٌ بالالوفِ بل وأكثر، أنا الأسيرُ ابنُ الشَّعبِ المقهورِ أقودُ شعباً يأبى العبوديةَ معي وحدي ستكونُ الذّاتُ بأحكامِها حرةً …وعدي اتفاقٌ مذيل بإمضاءٍ لم يكتب بالحبر
ولا بالدمع ولا بالدم وإنما كتب بالماء ليكونَ نقيّاً ..أنا الأسيرُ الحرُّ أقاومُ لأُحرِّرَ النفوسَ
المتقوقعةَ المرميَّةَفي بئرِ العبودية… لأكون قبطانَ سفينةِ الحاضرِ وبريقَ نجمةِ الماضي وحائكَ أثوابِ غدٍ يتناسبُ مع مقاسِ شعبٍ يأبى الاستسلامَ

سأرتدي البحرَ وأناطحُ السماءَ..

حاربْتُ دولاً عظمى بحريَّةٍ فصَّلْتُها بخيطانِ علمِ بلادي فمن سيفصِّل لي أثوابي ؟… لا أحد.

صريرُ قلمي سيكونُ أشبهَ بدويِّ مدفعٍ

يسمعُه الطغاةُ فحيحَ أفاعٍ ،صرخةٌ منّي بوجهِ الظُّلم ستكونُ أقوى من قنبلةٍ ذريّةٍ تقضي عليهِ ..

لو يدركُ المستضعفُ ما هو سلاحُه لينالَ الحريةَ.. لكسرَ بهِ منذُ عصورٍ مرايا الظالمين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق