لكنَّ فِيهَا نَاقِعَ الذَّيْفَانِ
حَتَّى إِذَا وَقَعَ الذُّبُابُ بِكُمِّهَا
يَمْتَصُّهَا ذَاقَ الْحِمَامَ الْجَانِي
قَدْحَطَّ فِيهَا الْعَنْكَبُوتُ شِرَاكَهُ
يَصْطَادُ مَنْ يَغْتَرُّ بِالرَّيْحَانِ
فَإِذَا اقْتَرَبْتَ تُدِيمُ فِي أَثْنَائِهَا
لَحْظًا رَمَاكَ اللَّحْظُ للِثُّعْبَانِ
إِنَّ الْخَوَاتِمَ لَا يَتِمُّ جَمَالُهَا
إِلاَّ إِذَا قُرِنَتْ بحُسنِ بَنَانِ
وَإِذَارَ أَيْتَ الْمَرْءَ يَبْرُقُ وَجْهُهُ
حُسْنًا فَلَا تَرْكَنْ إِلَى اللّمَعَانِ
فَمِنَ الْبَوَارِقِ - صَاحِ - بَرْقٌ خُلَّبٌ
يُظْمِي سَنَاهُ شَقَائِقَ النُّعْمَانِ
وَلَرَّبَّمَا غَرَّ الْفَتَى بِثِيَابِهِ
وَفُؤَادُهُ ذِئْبٌ مِنَ الذُّؤْبَانِ
فَإِذَا تَمَكَّنَ مِنْكَ كَشَّرَ نَابَهُ
وَأَرَاكَ مَا يُخْفِي مِنَ الْأَضْغَانِ
لا تُخْدَعَنَّ بِمَظْهَرٍ مُسْتَحْسَنٍ
فَالرُّقْشُ تُبْدِي أَحْسَنَ الْأَلْوَانِ
فَإِذَا أَنِسْتَ بِشَكْلِهَا أَنْسَاكَهَا
بَرْقُ الْأَسِنَّةِ فِي فَمِ الْجِنِّانِ
وَدَهَاكَ مِنْ أَنْيَابِهَا السُّمُّ الَّذِي
يَقْضِي عَلَيْكَ بِسَاعَةٍ وَثَوَانِ
لَا تَأْمَنَنَّ الدَّهْرَ صَاحِبَ هَيْئَةٍ
ذَرِبَ اللِّسَانِ قَدِاْنْتَحَى لِرِهَانِ
حَتَّى تُجَرِّبَ مَنْ رَأَيْتَ وَتَتَّقِي
َبِالْحَزْمِ شَرَّ مَخَالِبِ الْإِخْوَانِ
كَمْ قَدْ رَأَيْنَا مِنْ خَطِيبٍ مِصْقَعٍ
قَدْ كَانَ مِنْهُ الدَّاءُ كَالسَّرَطَانِ
وَمُحَمَّلِ الْعَسَلِ الْمُصَفَّى قَوْلُهُ
وَفِعَالُهُ كَالصَّابِ فِي الشَّرَيَانِ
هَذِي نَصِيحَةُ مَنْ تَأَمَّلَ فِي الْوَرَى
مُتَفَرِّسًا وَأَطَالَ فِي الْإِمْعَانِ
......................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق