نَزَلَ نيسانُ عن حصانهِ الأبيضِ أميراً أنيقاً جميلاً يرتدي
قبعةً زرقاءَ وقميصاً مزخرفاً بالعقيقِِ ، شوقهُ قزحيٌّّ كما نبضهُ يتراقصُ بألوانِ الفراشاتِ على أنغامِ البلابلِ ، يبحثُ عن حبيبته
التي أخبرَ ذويها بموعد عودتهِ من السَّفَرِ، بينما كانت تنتظرهُ صباحاً مع رجالِ قبيلتِها في هودجٍ كبيرٍ لم يبدُ منه وجهها كالظعائن في رحلةِ القصيدةِ التقليديةِ ، عرسٌ حضاريٌّ بطقوسٍ كنسيةٍ شرقيةٍ ، صعدَ الأميرُ إلى الهودجِ وأزالَ الحجابَ عن وجهها الأسمرِ ، فبدت غادةً فائقةَ الجمالِ ، وتعانقا طويلا أمام عيونِ الكائناتِ ، ثم طافاالمسكونة سوياً ،لقد بدتِ الطبيعةُ بأروعِ حلَّةٍ بعدَ أن أهداها حبيبها ثوباً أخضرَ دافئاً، وأضفى عليها من سماحةِ روحهِ نسيماً عليلاً وضعَ في يدها اليسرى شمسا ذهبيةً حسدتها عليه صديقاتها ، كما قلَّدَ جيدها قلائدَ الياسمينِِ والجلنارِ ؛حتى غدتْ حسناء فائقَةَ الحسنِ والكمال ... كم أحلم أن يجرا مركبتهما على بقيةِ الفصولِ ، فيدومَ الفرحَ وتعقدٓ حلقاتُ الفتنةِ !
حبيبي ...... تأخَّرتُ اليومَ على موعدِ النَّرجسِ مع أصدقاءِ الطبيعةِ ، فقد أحببتُ أنْ أغتسلَ مع النَّهرِ بالنورِ من آثامِ الليلِ ، قبلَ أنْ آتي إليك َ
فتنزاحَ أحزاني ، وأكتحلَ بقلمٍ أخضرَ من مكياج الربيع ، آثرتُ أن أتقلدَ عقداً من الياسمين مثلها لأكونَ جديرةً بلقائكَ الأنيق ، وها أنا قد أتيتُ ومعي حزمةٌ من ضفائرِ الشَّمسِ .
---------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق