أبحث عن موضوع

الأربعاء، 11 أبريل 2018

الشظية الملعونة ....................... بقلم : عبدالزهرة خالد // العراق



ذات سنةٍ عرجاء

ولِدتُ مصلوباً

على صليبِ الارتداد

قررتُ أن أصادقَ حبالَ المشانقِ

وكراسي السقوطِ المتعمد

لأرى في طريقِ البرزخِ البعيد

الذي لا يحتوي على محطةِ وقودٍ

ولا على جدولٍ يرقصُ فيه الموجُ

شاهدتُ في فتحةِ نفقٍ صغيرة

الموتى في قبورهم

عندما تندمج أرواحهم مع ناصيةِ السماء

يحملونَ عظامَ الوطنِ

بطرواةِ الجسدِ

يسيرون في أزقةِ القيامةِ

بأيديهم راياتٍ متعددةِ الألوان

عدا اللونِ الأسود

الشهداءُ الوحيدون

أثناءَ إنشقاقِ المعاركِ

يشيعونَ ترابَ الموتِ

إلى مثواه الأجير

يبحثونَ عن قطرةِ دمٍ

ليعجنوا بها نحورهم

ربّما تسحبُ أرواحُهم

مناقيرَ النوارسِ

التي تبحثُ عن قشرةِ برتقالٍ

سقطت سهواً من كفِ مسافرٍ

على متنِ سفينةِ العبور للخلود ،

هناك من شروقِ المنظرِ

شظيةٌ مستعرةٌ

من لحمِ الحروبِ الباردة

شملها العفو عن السلامِ

تأبى النزوحَ

من مزرعةِ المقبرةِ

تلبسُ الصدأ

في كلّ المناسبات

تنتظرُ الحدّادَ

ليمحو النتوءات

من محيطها المكوَّر

ما عادت الأيام تمرّ

على خواطرها

وهي في قعرِ جمجمةٍ

تتعاطى رذاذ الجروح

وتأخذ شيئاً من الملامةِ بغيرِ حساب

هي باتت في أوردةِ الشهيد

كي تغير شكلها من حالةِ الجمودِ

إلى غبارِ الجحود…





البصرة / ٦-٤-٢٠١٨

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق