منتشياً بالنصرِ على أهلهِ ومدينتهِ تربعّ , ثمّ رمى بظهرهِ إلى وجهِ الشّمسِ.
فرحاً كانَ يراقصُ أحلامَ الغرورِ و الانتقامِ, و تحاصرُ روحَهُ من كلِّ الاتجاهاتِ . من عتباتِ فتوحاتهِ المطّرزةِ
بالقهرِ حصد اوسمتهُ وراحَ يزرعُها على مساحةِ صدرهِ . كانتْ اوسمةُ مجدهِ بعدةِ أشكالٍ والوانٍ , لكنّ الأكثر
تحبباً لقلبهِ ما كانَ بطعمِ ورائحةِ الّدم. هناكَ بالقربِ من قلبهِ جعلَ مسكَنها ومرتَعها . لحظةً لم ترسمْ ملامِحَها يدُ
الفرحِ زفّتْ إلى صدرهِ ابنتهُ الصغيرةُ وهي تحملُ صحيفتها المدرسيةِ التي تفوحُ منها رائحةُ النّجاح بيسراها ,
أما يمناها فقد سافَرتْ بعيداً بين شظايا عبوةٍ ملأها القهرُ والحقدُ ممزوجاً بأنينِ المقهورين. ألقتْ بجسدها إلى
صدرهِ, تهاوتْ الأسمةُ لترتطمَ بالأرضِ , أهتزَ كيانهُ حاولَ التقاطها لكنّ المسافةَ كانتْ بعيدةً
وحاجزُ الطفولةِ المتربع على صدرةِ زادهُ بعداً. أشاحَ بوجههِ للخلفِ مذعوراً, صفعتهُ الشمس بجدائلِ نورها
فألمته كثيراً, عاد بوجههِ مسرعاً لم يجدْ أمامهُ غيرَ لونِ عباءةِ ابنتهِ الأسود ملاذاً ليدفنَ فيهِ خيباتهِ ويهربَ
حاولتْ ابنته أن تلتقطَ ما تبقى من والدِها فهَوتْ الصحيفةُ من يدها . انحنتْ لتأخذها فوجدتْ الأوسمةَ تئنُ تحت
قدمِيها ووجهِ أبيها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق