أبحث عن موضوع

الأربعاء، 28 مارس 2018

الليل المفقود .................. بقلم : حيدر محمد خرنوب // العراق


كَأنَّ اليَّومَ بِلا مساءٍ

بِلا مَدِينَةِ وَهمٍ

بِلا أَفكَارٍ

تَأخُذُنَا الى الهَاويَةِ

ابتَدِعُ مَرفَأً لِي كَيفَ ذلك ؟

أَنَا للنُّجُومِ رَفِيقُ دَربٍ مُعَتَّق

مُذ اختَفَى عن اليَاسَمِين عِطرُهُ

مُذ لَعَنَت الآلهة انكِيدُو

فَيَا سَمَاءُ كَفكِفي رِداءَكِ

لِنُبصِرَ الوَهمَ الجميل

هذا السرابُ لِي

و مَا غَابَ عن الأبصَارِ لَستُ بحَاجَتِه

مَشَيتُ ثَلَاثِينَ و نَيفٍ فَوقَ القَمَرِ

لَمْ يَبقَ إلَّا رُؤيَاي

أتَسَكَّعُ مَعَها خَلفَ الجُّنُون

و نِصفُ قَدَحِ الأحلَامِ

يُرَاقُ افتِرَاءً وطغيَانا

قُلْ قَولَك و لا تَخشَى المَطَر

و اختَبِئ بَعدَها لَو شِئت

بَينَ صُخُورِ الذِّكرَيَاتِ الوَقِحَة

أو بَينَ أفخَاذِ فَنَاجِين القَهوَة

يَمُرَّ السِّربُ و الأيَّام كَبَعضِها

و الخَوفُ أشهَى ما نَأكُل

مَتَى يُحَلِّقُ الليلُ العَاطِفيّ

يَنشرُ مَوجَاتِهِ الدَافِئة

لِمَا فَسَدَ مِن القُلُوب

صَبرَاً أيُّها المَنفِيّ

لَنْ تَنَالَ الأفق البعيد

مَا دُمتَ حَيَّا

فَمُتْ كما مَاتَ الحَنِين

و مُتْ كأورَاقِ الخَرِيف

يا أيُّها الليلُ

أمَّا أَنَا فالعَيشُ لِي

هَاتِفاً مُنَادِيا

أَنَا مَنْ ظِلّهُ الفَرَاشَات

و لَيسَ تَثملُنِي الرِّوَاية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق