كيف الحال ؟
السؤال الواحد أسئلة ، حالات متلاحمة حدّ الاتّحاد تروم الاختفاء فتتمترس خلف سؤال يترجم الرّغبة في ستر ما يمور في النّفس من رغبة ورهبة وأمل وانكسار .
كيف الحال؟ متى وصلت؟ كيف تركت الجماعة؟ ...تُمطره بالأسئلة لتمنعه أن يسأل .تخشى أن ينفذ إلى ما تؤجّل البوح به ، تؤجّله دون أن تعلم إلى متى ، الأهم عندها أن تتجنّب مواجهة الموقف . يُجيبها عن كل أسئلتها بمرح طفولي فيؤلمها ، أيقدر بيُسْر أن يكتم أسراره ؟ ثم كيف يتمكّن من أن يتعامى عن ذبولها؟
ـ انتظرت وصولك ليلة البارحة .
ـ لم أتمكّن من إنهاء عملي .
ـ و نسيت أن تُعلمني بتغيير موعد وصولك ؟
لم ينتبه إلى ما في سؤالها من عتاب ولم تفته عصبيّتها وهي تنسحب إلى حجرتها مسرعة ، أتجدّد صراعها مع أخته ؟ أم أرهقتها أعمال البيت التي لا تنتهي ؟ عصبيّتها وتجهّمها الدّائم يجعل الحياة ثقيلة مملّة مؤلمة هم ّ بأن يلحق بها إلى حجرتها ويسألها عن سبب إنزعاجها ، عدل عن ذلك وخيّر أن ينتظر كعادته دائما . لم يحد مرّة واحدة عن أسلوب متوارث في التفكير: أسباب شكوى المرأة لا تتعدّى عجزها عن التعايش مع أهل زوجها أو غيرتها أو كثرة أعمالها بالبيت ومن الحكمة الإنصات إليها وتأجيل البت في شكواها حتى تعتادها ، لم يسأل نفسه مرّة واحدة : من تكون في حياته ؟؟
أما هي فأجابت عن السؤال عرضا ، كانت تشكو حالها إلى جارتها ، امرأة في مثل سنّها كتومة حكيمة تُهوّن ما يحدث لها وتنصحها بالصّبر وكانت تُجيبها : كيف أصبر على الحياة مع جار ؟؟ كانت تسمّيه جارا : يسأل عن حالها بأدب واحترام ، يسأل عن أهلها ولايزيد ، يأكل ثم ينزوي إلى عالم لا تعلم حدوده .
انتشله صوتها من شروده : لم أعد عالمك الجميل ، لم أعد الحبيبة والأم والأخت ، صرت قطعة من أثاث بيتك ، وليتك تراها من الأثاث الفاخر .
تجنّب الرّد كعادته ، أظهر عزمه على المغادرة ، وقفت بينه وبين الباب ( ...)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق