عنوان السّماء ...
شعر : مصطفى الحاج حسين .
أسمعكِ تناديني
أرهفُ أجنحةَ روحي
يصيخُ إليكِ دمي
وتطيرُ لعندكِ لهفتي
تحلّقُ بي خطواتي
أسابقُ شغفي
يركضُ خلفي الدّرب
وتتقافزُ الورود من قصيدتي
تحتاطكِ سماء نشوتي
تتهاطلُ عندكِ أمنياتي
وترنو نحوكِ سهوبي
تمتدُّ أصابعُ المسافات الرّاعشة
لتحنو فوقَ لهاثي الغيوم
وتفتح لي الفرحة ذراعيها
الأرض تتضرّجُ بأشواقي
ويتهافتُ منّي ظلّي
سيلامسُ نبضي سفوح ضوئكِ
سيحضنكِ احتراقي
وأقبّلُ جبينَ شهوقكِ
نمت على أطرافكِ أغنياتي
وأينعت تحتَ ظلالكِ
أمطاري
سأسكبُ أيّامي على مرجانكِ
سأزرعُ قامتي في بساتينكِ
وسيثمرُ حبّي لكِ النّدى
وأقدّمُ لكِ من حطامي
تاج البهاء
حلب ياعنوان السّماء .
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول
=================================
الشاعر والناقد الفلسطيني : عبد القادر أبو رحمة
مرّة قال الشاعر الكبير ( محمود درويش ) ،
فجأة لم نعد قادرين على السخرية ، دون أن ينتبه
الخوف وتنتبه القهقهات الشيطانية ، حمل الشاعر
والأديب ( مصطفى الحاج حسين ) سخريته
وأوراقه وحكاياته ووطأ أرض القصيدة ، قادماً
بإقدامٍ وشجاعةٍ إلى عالمنا من الباب الواسع ومن
فعله المضارع المستمر بكامل ألقه وأناقته ، تاركاً
خلفه وتحته وفوقه وأمامه ، زمان القصة القصيرة ،
التي برع فيها شاعرنا وأديبنا حتى الدهشة .. لا
زلت أذكر أسلوب أديبنا ( مصطفى الحاج
حسين ) ، في قراءة القصة وأتخيّله أمامي يلقي
علينا قصيدته ( حلب .. عنوان السماء ) ، بأسلوب
مدهش ومتوتر ومشدود ، لا يترك لك مجالاً أو
فسحة كي تحيد أو تسهو أو تلهو عمّا يقول
وينطق .. حلب مدينة الشاعر والقاص ، حلب
البيضاء ، حلب مدينتي ، مدينة الأدب .. هي عنوان
القصيدة .. المدينة القريبة من الله والموت والعالم ،
حيث يبدأ الشاعر بأنسنة الأشياء والأسماء ، فنجده
يسمع ويطير ويحلّق ويتهاطل .. إلى آخره .. كلها
أفعال إنسانية مستمرة ومترابطة راكضة صوب
السماء .. فيتم التّداخل والتفاضل والتكامل بين
الشاعر ومدينته ، كم هو مؤلم وحزين أن يبتعد
الشاعر عن المدينة التي ولد فيها ، وعاش أيام الصبا
والمراهقة في حواريها وأزقتها ، تنشق هواءها ،
ويبدأ يبني أحلامه لبنة لبنة على أسوارها وأبوابها ،
إلى أن جاء الموت بأنيابه ، ليقطف زهورها ويسمّم
ماءها وهواءها .
الشاعر والناقد الفلسطيني
عبد القادر أبو رحمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق