قشِّري تفاحَ عينيكَ فقد غشاهُ العمى ، واسلخي جلدَ التماسيحِ عن ذراعيكِ، فقد فاقَ صفعَ الإسفلتِ لخدِّ الوردِ أَذًى و جرحاً ، شمَّاعةُ الخيباتِ ماعادت تتسعُ أسمالَ الاقتتالِ و غمارَ الكذبِ
أضعتِ في نفقٍ عظيمَ كنوزي ، وقطعتِ بينَ الأخوَّةِ خيوطَ اللحمةِ والسُّدى ، أمتي أرَاكِ تشربينَ الخنوعَ سماً بطيئاً، فكيفَ يصيرُ بفيكِ زلالاً عذباً ؟ مابالكِ تبنينَ للموتِ صروحاً عتيدةً ، تفتتينَ تارةً جسدَ الصنوبر الغضِّ ، و تطلقينَ حيناً سراحَ العناكبِ تنحرينَ أصيلَ الخيولِ ؟! تبيدينَ زروعَ العلمِ و منجزاتِ الحضارةِ ، وكأنها جرادٌ يلتهمُ قمحكِ، تغرينَ بارتكابِ الدعارة ؟! فهلاَّ تعودينَ لنخلةٍ على ضفافِ دجلةَ وتلبسينَ وشاحَ أميرةٍ بابليةٍ أو فينيقيةٍ سومريَّةٍ أو دمشقيَّةٍ تعيدُ للزَّهرِ المغتصبِ مملكتهُ ليعشبَ الأملُ ويفنى الموت الجاثم على صدرِ الحياةِ فإنَّ النُّورَ قد أقسمَ ألاَّ يفترَّ ثغرُهُ إلاَّ إذا عقدتِ على جيدكِ شالَ الطفولةِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق