أبحث عن موضوع

الأربعاء، 6 ديسمبر 2017

حمامةٌ مقتولة _ قصة قصيرة.................... بقلم : نعيمة أبو محمد / الجزائر


كنت أتكئ على سريري ،أرسم بالسبابة في الهواء صورة خيالية خارقة جدا، رسمت خريطة غريبة جدا ،لا أدري لأي بلدٍ هي ،كنت أخُطها بإتقان فنان محترف و أبتسم، على جانبها الأيمن من الأعلى رسمت كومةَ حمرةٍ شديدة لآثار نيرانٍ ملتهبة، على الأرض خططت بالخنصرِ كومة رمادٍ و خراب يلف جسد طفلة تبكي بجانب عروسها ، يجاورها طفل يحتضن يد شقيقه و تخترق نظراته وجهه الصغير ، و كأنه يودعه للأبد بنظرته، أتقنت رسم الدمعة المحبوسة على خده و وضحتها بقوة شديدة بإبهامي ،على الجانب الأيسر الغربي ، رسمت حمامة ، و ثبتُ سهما داخل جسدها ، ليس سهم الحب، لكنّه سهمٌ أدمى جسدها الأبيض ، و خنقها فانهارت مقتولة.
ابتسمت و تلاشت ابتسامتي بسرعة أسائل نفسي:
-هل أنا مجنونة؟..ما حالي هذه؟..
انقطعت عن الواقع نصف ساعة كاملة أتقنت رسم لوحتي الفنية في الهواء ببراعةٍ،حتى شعرت بالهدوء يأسرني ، لأنام،و أغرق في سباتٍ عميق.لم أستفق منه حتى أيقظتني رعشة الشمس الصباحية بحذرٍ، أجهز نفسي بهدوء للتجمع العائلي ، أمشي على أطراف أصابعي كي لا أثير ضجة تعاسة لأحلامي الصباحية ، أخرج و الملل يقتلني ، تاركة خلفي مشهدا مفعما بالخيال.
يتسابق الأقارب لعناقي، فقد أحبوا قصصي الخرافية كما يقولون.
كنت لا أحس بوجودي بينهم ،لكن نظراتهم نبهتني أنهم ينتظرون شيئا مني. سردت بثقة ما رسمت ليلة الأمس في أحلامي الوهمية ، لمحت في وجوههم القلق و الخوف .
قالت فاطمة بقهقهة:
- زعما بلادنا رح يحتلوها هاهاها..
رددت حليمة التي قل ما تتحدث:
- هذا الحلم ليس شيئا عاديا..انه يخفي الكثير...
خالفت كلماتهم ، خرجت أمامهم حتى دون أن أخبرهم ، و خرج جميع البنات خلفي،كرئيس تبعه جنوده، كن يمشين و يضربن الأرض بأرجلهن ، و يضحكن ، لتغيير جو الكآبة قبل قليل.
جلست أمام التلفاز أتابع أخبار اليوم كعادتي ،أتابع بصمت.
بالخطِ الأحمر العريض..خبرٌ عاجل...
- لأول مرة : قصف متواصل في مناطق عدة في سوريا ، عشرات الشهداء ، و مئات المصابين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق