صلاةُ الجُمعةِ لِقاءٌ أسبوعي، يجتمِعُ فيه الْــمُسْلِمون، على كلمةٍ سواء، لكن خطيبَ الجُمعة، هبطَ بالمصلين هُبوطاً اضطرارياً، من سماءِ البلاغة، إلى قاعِ البلاَّعة، بصراخٍ جعلَ كلماته بحاجةٍ إلى مَنْ يُسلِّكها، ووعيدٍ بالنار، وكأن الآخرةَ من دون جنة، بترهيبٍ لا علاقةَ له بالترغيب، ونكأ جراحٍ بلا طِــبٍّ، ولا تطبيب...!
وليته اكتفى بذلك، بل جعل الْبِــرَّ بالصَّـاع، والبُــرَّ بَــراً، لأنه لا يَعْرِفُ الْفَرْقَ بين بِــرِّ الوالدين وبُرٍّ يخرجُ بالصَّــاع، في زكاةِ الفِطر، وبَــرٍّ يَجِبُ أن يَنْقِلَ الناسَ إليه، من بحرٍ لُجي، يغشاهُ موجٌ من فوقِــهِ موجٌ، من فوقِــهِ سِحاب، ظلماتُ بعضُها فوقَ بعض، إذا أخرجَ يدَهُ لم يكدْ يراها، ومَنْ لم يجعلْ اللهُ له نوراً فما له من نور...!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق