في جوفِ الليلِ...
حيثُ ألتقطُ بعضاً
من صوَرِكَ التّائهةَ....
في الذاكرة
أُقلّبُ صحائِفَ....
القلقَ الذي لم يفارقنِي...
منذُ تشيّأتني الطّقوس
ونمتُ على أخاديدِ الطّين
واستباحتني المنافي
أنامُ على أنينِ الأرق
حمحماتِ الحنينِ
انثيالات القهر
أُكَردِسُ كُلَّ....
تلكَ المَواجع
فتنتفِضُ الذِكرياتُ ...
مثل قطّةٍ مُستَفَزّةٍ
داهمَتها الأفاعي
أنا بعضٌ من خُطاك
وبعضٌ من صراخِ الذّاكرة
في جوفِ الليلِ أتَلَوّى
على نِثارِ مواجعي
............وساوِسي
.............شَبَقي
أُصارِعُ هَوَساً مَغوليّاً
من سَبَخِ الايام
مياهُ جَفني....
دُموعُ مِلحٍ
تسّاقَطُ مَطَراً شَقيّا
أيّها الليلُ المُتسلطِنُ على.....
بيادِرِ النُّعاسِ
تِلالِ المُناجاةِ
جحافلِ السّواد
منذُ نَزفٍ....
وأنا أُصارِعُ هذي الجّحافل
أَحترِقُ بمشاويري
أُلَملِمُ بقياً من سعيرٍ.....
...............لايهدأ
مَواسِمي
عواصِفي
الأماني جُذامٌ.....
دَبَّ في الأزمنة
وهذا الصّراخُ الذي لم يَنم
مازالَ يَستَفِزُّ التواريخَ
ويبصقُ على كلِّ.....
تلكَ التَّفاهات
أيا أيُّها الليلُ الذي
..........لم ينقضِ
أَتُراكَ تَدري بِجوعِ العاشقين
...................الى وطنٍ؟
تَتَوسّدهُ صباحاتُ الحبِّ
.........اشراقاتُ ألأملِ
.........نيازِكُ ألأُمنياتِ
أَتدري ما البكاءُ؟ على قارعة
........مساءاتِ الخيبة
.......رُكامِ البوحِ
.......احتراقِ المُنى
أيُّها الليلُ مالكَ لم تصرخ؟
تُمزّقُ شرنقةَ الخنوع
وتُطلقُ صُبحي الأسير
من سجون امبراطوريات الظلام
منذُ أكثر من ألفٍ ونيِّفٍ والملكُ الضِّليلُ
.................يصيحُ فيكَ..أَلا انقضِ
صوتُهُ يخترقُ صمتَكَ يُدوّي في أعماقك
.......يعانقُ نواحَ حمامة أبي فراس
وأنت باقٍ كما أنت تُقاوِمُ الاصباح
ايُّها الليلُ ....
لماذا نحنُ براكينٌ من فتن؟
...........نبوءاتٌ من دماء؟
..........سُلالاتٌ من موجٍ همجيٍّ
لايعرفُ الرحمة؟
كُلّما ننامُ نصحو على غَسقٍ
...............................يُداعبُ الحُمرة الداكنة
...............................يتلذّذُ بتحطيم مصابيح الأمل
...............................يوقدُ مَداخِنَ الكراهيّة
أَيُّها الليلُ.......
مازلتُ أَحلمُ بلحنٍ اندلسيٍّ
................بفتاةٍ أمازيغيّةٍ حسناءَ
..................تتمايلُ طرباً ماسكةً زِقَّ أبي نؤاس
تشدو للحالمين بقايا الروح
فقد شربتني المواجعُ
...............الجثامينُ
...............المراثي
مازلتُ أَحلمُ .....
بالحبِّ بالغِناء
وأهبُ نزفي قصيدةً للوطن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق